- صاحب المنشور: فؤاد الدين بن زيد
ملخص النقاش:
مع تزايد السكان العالمي وتغير المناخ، أصبح العالم يواجه تحدياً كبيراً يتمثل بأزمة الغذاء. هذه الأزمة ليست مجرد قضية غذائية محلية أو إقليمية فحسب؛ بل هي مشكلة عالمية تؤثر على كل قارة تقريباً. وفي هذا السياق، سنستكشف أبرز التحديات التي تواجه إنتاج واستهلاك الغذاء حول العالم، بالإضافة إلى بعض الحلول المحتملة لتحقيق الأمن الغذائي المستدام.
التحديات الرئيسية:
- التغيرات المناخية: يعد الاحتباس الحراري أحد أهم العوامل المؤثرة في إنتاج المحاصيل الزراعية. تتسبب درجات الحرارة المتزايدة والجفاف والفيضانات في نقص الإنتاج الزراعي وانخفاض جودة الغذاء المنتج. وفقاً لتقرير صدر عام 2020 من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، فإن التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية على سلاسل الغذاء ستزداد شدة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات فعالة للحد من انبعاثات الكربون.
- زيادة الطلب: مع نمو عدد سكان العالم بوتيرة متسارعة، يتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يعيشون تحت خط الفقر الغذائي إلى أكثر من ملياري نسمة بحلول العام 2030 حسب تقديرات الأمم المتحدة. وهذا يعني أنه سيكون هناك حاجة ماسة لزيادة كبيرة في إنتاج الغذاء لتلبية احتياجات هؤلاء الأفراد.
- فقدان التنوع الحيوي: يلعب فقدان التنوع البيولوجي دوراً حيوياً في استقرار النظام الغذائي العالمي حيث يؤدي فقدانه إلى تضاؤل مصادر البروتين النباتي والحيواني مما قد يقوض قدرتنا على توفير غذاء آمن ومغذي للسكان المتناميين.
- الاستخدام غير المستدام للموارد الطبيعية: يشمل ذلك استخدام المياه العذبة والمواد المغذية التربة والصرف الصحي للنفايات الزراعية بطريقة غير مستدامة والتي غالبا ما تساهم في تفاقم المشاكل المرتبطة بالأراضي الرطبة والتلوث المائي وغيرها الكثير.
- نظام التجارة العالمية: تعتمد العديد من الدول الفقيرة اعتمادًا كبيرًا على وارداتها من المواد الغذائية الأساسية مثل القمح والأرز وزيت النخيل وهو وضع يمكن أن يخلق نقاط ضعف اقتصادية وأمن غذائي واضحة خاصة عندما تصبح هذه الواردات عرضة للتوقف بسبب العقوبات التجارية أو الحروب أو الجائحات الصحية كما حدث خلال جائحة كوفيد-19 الأخير والذي أدى لإحداث اضطراب في شبكات توريد الطعام عبر البلدان المختلفة.
حلول محتملة:
على الرغم من تعقيد المشكلات المطروحة أعلاه إلا أنها قابلة للحل طالما تم تبني نهج شامل وشامل يجمع بين السياسات الوطنية والدولية ويعزز مشاركة المجتمع المدني أيضًا وينبغي التركيز على عدة مجالات رئيسية تشمل:
- تقنيات زراعة جديدة: يمكن للمزارع الحديثة الذكية والاستخدام الواسع الانتشار لأنظمة الري الدقيقة وتحسين نظم إدارة المزرعة التقليدية مساعدة المنتجين الزراعيين على زيادة كميات المحاصيل وتقديم منتجات عالية الجودة باستخدام موارد أقل بكثير مقارنة بالنظم القديمة المعتمدة سابقاً .
- تكنولوجيا تحويل المخلفات إلى أغذية: إن إعادة تدوير مخلفات الطعام والنفايات الأخرى لاستخلاص بروتين وعناصر غذائية أخرى ذات قيمة سوف يسهم بشكل فعال في الحد من هدر الغذا