• صاحب المنشور: نسرين العروي
  
  ملخص النقاش:
  

  يُعدّ تغير المناخ أحد أكثر التحديات البيئية حدة التي تواجه العالم اليوم. هذا التحول الجوّي الواسع النطاق له تأثير عميق ومتعدد الأوجه عبر مختلف القطاعات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. واحدة من هذه التأثيرات القوية تتعلق بالثروة الحيوانية حول العالم. يمكن لتغير المناخ أن يؤدي إلى تغيرات كبيرة في مواطنها الطبيعية، نمط غذائها، وتوافر المياه - العناصر الأساسية لبقاء الأنواع المختلفة من الحيوانات.

من الناحية الإيجابية، قد يستفيد بعض الأنواع من تغير المناخ حيث يمكن لها توسيع نطاق انتشارها نحو مناطق جديدة مع تغير درجات الحرارة ومستويات الرطوبة. لكن الجانب السلبي الأكثر شيوعاً هو زيادة حدوث الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف والحرائق الغابات، والتي تؤثر بشدة على موطن الحيوانات وانعزالها. بالإضافة لذلك فإن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون يسبب تحولات في النظام الغذائي للنباتات البرية مما يؤثر بدوره على نظام غذاء العديد من الحيوانات اعتمادًا عليها.

كما يتأثر أيضًا توزيع الأمراض المنقولة بواسطة البعوض والحشرات الأخرى بتغير المناخ. مع دفء الأرض، يتمكن المزيد من المناطق الاستوائية والمعتدلة سابقا من دعم مجموعات سكانية أكبر لهذه الكائنات الصغيرة التي تحمل أمراضا خطيرة للحيوانات والبشر على حد سواء.

بشكل عام، ينبغي النظر إلى تأثيرات تغير المناخ على الثروة الحيوانية كجزء مهم ضمن المشهد الأكبر للتغير العالمي الذي نواجهه الآن. إن فهمنا لعلاقة تغير المناخ بالأنظمة البيئية واحتياجات الحياة البرية ضروري لحماية التنوع البيولوجي والتكيف مع المستقبل غير المؤكد.