- صاحب المنشور: عياش البدوي
ملخص النقاش:
التكنولوجيا تسجل الآن واحدة من أكثر الفترات تأثيراً وتغيراً في تاريخها الحديث. إنها تشهد ثورة صناعية رابعة لم يسبق لها مثيل، حيث تتداخل الذكاء الاصطناعي (AI)، إنترنت الأشياء (IoT)، الحوسبة الكمومية، الروبوتات المتقدمة، البيانات الكبيرة وغيرها من التقنيات الناشئة لتغير طريقة عملنا بطريقة جذرية. هذا التحول ليس مجرد عملية تطور تقني؛ إنه يتطلب إعادة هيكلة كبيرة للوظائف والمهن التي نعرفها اليوم.
تأثير الذكاء الاصطناعي على القوى العاملة
الذكاء الاصناعي يحقق تقدماً ملحوظاً في القدرة على التعلم الآلي والتطبيق العملي. يمكن لهذه التقنية القيام بمهام تحتاج عادة إلى مهارات بشرية مثل تحليل البيانات والمعالجة اللغوية الطبيعية واتخاذ القرارات الأولية. بينما قد يبدو الأمر مخيفاً بالنسبة لأصحاب الأعمال الذين يشعرون بأن وظائفهم مهددة، فإنه أيضاً فرصة للمبتكرين والمهندسين للتكيف مع هذه التغيرات وإنشاء فرص جديدة.
على سبيل المثال، في المستقبل غير البعيد، سيكون هناك طلب متزايد على متخصصي الذكاء الاصطناعي والعلماء الأحياء الرقميين ومحللي البيانات الكبيرة، وهو ما يعني أنه ستكون هنالك حاجة لتنمية المهارات الجديدة في مجالات البرمجة والخوارزميات وأخلاقيات البيانات. بالإضافة لذلك، ستصبح بعض الوظائف القديمة أقل أهمية أو ربما تختفي تمامًا مع تقدم التكنولوجيا، مما يدفع المجتمع نحو اعادة التدريب والتوجيه المهني.
تغييرات وظيفية مستقبلية محتملة
- الصناعات الخدمية: من المحتمل أن تستبدل الروبوتات العديد من الوظائف ذات الأتمتة العالية مثل موظفي خدمة العملاء والأعمال التجارية الدقيقة. ولكن نفس الوقت، سيظهر دور جديد كمحترفين لإدارة وإصلاح وصيانة هذه الأنظمة الآلية.
- الصحة والعافية: التطبيقات الصحية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لديها القدرة على تقديم رعاية صحية شخصية ومتخصصة لكل فرد بناءً على بيانات الصحة الخاصة به. وهذا يعني أن الطلب سيرتفع على المحترفين ذوي المعرفة بالتكنولوجيا الطبية والإحصائيات البيولوجية.
- التعليم التعليمي: التعليم عبر الإنترنت أصبح شائعًا أكثر منذ جائحة كورونا. باستخدام أدوات التعلم الفردي المدعومة بالذكاء الاصطناعي، سيحتاج المعلمون إلى تحديث مهاراتهم لتحقيق أفضل استخدام لهذا النوع الجديد من الوسائل التعليمية.
- الرعاية الاجتماعية والحكومية: قد يؤدي تطبيق روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى تغيير كيفية تقديم الخدمات الحكومية والرعاية الاجتماعية. لكن ذلك أيضا يستدعي تطوير مهارات جديدة خاصة بالحوكمة الإلكترونية وتقديم خدمات حكومية فعالة وجيدة الجودة.
استراتيجيات مواجهة التغيير
لتفادي التأثير السلبي للتكنولوجيا على سوق العمل، يجب اتباع عدة خطوات:
- تثقيف الجميع: تعزيز ثقافة التعليم مدى الحياة وتعزيز فهم العامة حول التكنولوجيا وكيفية اندماجها في حياتنا اليومية.
- توفير الفرص للتدريب: دعم برامج التدريب المهني والتدريب المستمر والتي تساعد الأشخاص على تعلم المهارات اللازمة للعمل في المجالات الحديثة.
- تشجيع الريادة الرقمية: خلق بيئات داعمة للشركات الناشئة والشركات الصغيرة لمساعدتها على الاستفادة القصوى من التقنيات الجديدة.
- ضمان العدالة الاقتصادية الرقمية: وضع سياسات تضمن الوصول العادل والمتساوي للاستفادة من التقدم التكنولوج