- صاحب المنشور: هشام البوزيدي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم المتسارع، يسعى الأفراد باستمرار لتحسين كفائتهم الشخصية - أي قدرتهم على تحقيق الأهداف وضبط الوقت والجودة في أداء المهام. ولكن هناك جانب آخر مهم غالبًا ما يُغفل وهو "الكفاءة الذاتية". هذا المصطلح يرتبط بكيفية تقييم الشخص لنفسه وكيف يشعر تجاه قدراته وأدائه. التوازن بين هاتين العاملين ليس مجرد أمر مرغوب فيه؛ بل هو ضروري للرفاهية العامة والصحة النفسية.
يمكن النظر إلى الكفاءة الشخصية باعتبارها الجانب العملي للحياة، وهي تتعلق بقدرتك الفعلية على القيام بالمهام وتحقيق الجدول الزمني المخطط له.
من ناحية أخرى، تشمل الكفاءة الذاتية تقديرك لما يمكنك فعله وبناء ثقافتك الثقة بالنفس. إنها ليست فقط حول القدرة التقنية أو الإنجازات الخارجية، ولكن أيضاً حول الشعور الداخلي بأنك قادر ومؤهل لأداء هذه الأدوار.
أهمية التوازن بين الاثنين:
- الرضا النفسي: عندما يكون لديك توازن جيد بين الكفاءة الشخصية والذاتية، ستشعر بالرضا عن نفسك وتكون أكثر سعادة عمومًا. هذا الرضا يأتي من الاعتقاد بأنك تقوم بعملك بأفضل طريقة ممكنة وأنك تستحق ذلك الجهد الذي تبذله.
- الصحة العقلية: التركيز طويل المدى على واحد منهم يمكن أن يؤدي إلى الضغط والإرهاق. الأشخاص الذين يعيشون حياة متوازنة لديهم مستويات أقل من القلق والاكتئاب ومتوسط عمر أطول مقارنة بتلك التي تعاني من خلل في التوازن بين هذين العنصرين الأساسيين.
- النمو الشخصي: التوازن يدفعنا لاستكمال نقاط ضعفنا وتعزيز قوتنا الداخلية والخارجية مما يساعد في عملية التحسين المستمرة للأداء العام.
كيفية تحقيق هذا التوازن:
* تحديد الأولويات: حدد المجالات الرئيسية في حياتك حيث تحتاج لتعزيز كلتا النوعيتين من الكفاءة. ربما تكون إدارة وقت عملك تتطلب مهارات تنظيم أفضل (شخصية)، بينما تحسين علاقاتك الاجتماعية قد يستلزم زيادة ثقتك بنفسك (ذاتية).
* ممارسة الرعاية الذاتية: تأكد من حصولك على الراحة والاسترخاء بعد فترة العمل المكثفة لتجنب الاحتراق الوظيفي وفقدان الحافز الذاتي.
* تشجيع التعلم المستمر: سواء كان تعلم مهارة جديدة مرتبطة بمجال وظيفتك أو تطوير شغف جديد خارج نطاق المهنة، فإن الدافع الدائم للمعرفة يقوي شعورك بالقوة والثبات داخلياً وخارجياً.
* إعادة التقييم المنتظمة: قم بتقييم تقدمك دورياً بناءً على مدى تحقيق أهدافك ضمن حدود زمنية معينة وحدد مجالات تحتاج لمزيد من العمل عليها لإيجاد توازن صحّي بين كلا نوعَيِ الكفاءة.
إن فهم الفرق والترابط بين الكفاءة الشخصية والكفاءة الذاتية يسمح لنا برسم رؤية واضحة لدعم نمونا الشخصي والمهني بطريقة مدروسة وصحيّة.