- صاحب المنشور: عياش بن عطية
ملخص النقاش:مع تطور العالم الرقمي بسرعة غير مسبوقة، برزت التكنولوجيا كعامل رئيسي لتغيير طريقة التعلم والتعليم. إن هذه الثورة التقنية التي نعيشها اليوم تحمل في طياتها فرصاً هائلة لتطوير نظامنا التعليمي، ولكنها أيضاً تطرح مجموعة من التحديات الجديدة. يمكن تصنيف التأثير العام للتكنولوجيا على التعليم إلى فئتين أساسيتين: "التحديات" و"الممكنات".
التحديات:
- الوصولية: رغم أن التكنولوجيا جعلت المعلومات أكثر سهولة، إلا أنها خلقت أيضا فجوة رقمية بين الذين لديهم القدرة على الوصول إليها وتلك الذين ليس لديهم. هذا الأمر يشكل تحديا كبيرا بالنسبة للمناطق ذات الدخل المنخفض أو المناطق الريفية حيث قد تكون البنية الأساسية للإنترنت محدودة.
- الجودة: عندما يتعلق الأمر بالمحتوى عبر الإنترنت، فإن الجودة متباينة للغاية. بينما هناك مواقع تعليمية رائعة، يوجد أيضًا الكثير من المحتويات غير موثوق بها والتي قد تؤدي إلى سوء فهم أو معلومات خاطئة مما يضر بجودة التعليم.
- التواصل الاجتماعي والتشتت: استخدام الأجهزة الإلكترونية أثناء عملية التعلم غالبا ما يؤدي إلى الانشغال بالأمور الاجتماعية وغير المرتبطة بالتعلم مثل الرسائل القصيرة والنشر على وسائل التواصل الاجتماعي. وهذا يقلل من فعالية العملية التعليمة.
- **الأمان': الإنترنت مليء بالأخطار مثل الهجمات السيبرانية وانتحال الصفحات الالكترونية المشروعة لنشر البرمجيات الخبيثة. كما يتم استغلال الأطفال بطرق مختلفة عبر الإنترنت. كل هذه الأمور تشكل تهديدا للأمن الشخصي والفكري.
ممكنات:
- التعلم الذاتي والمستمر: توفر التقنيات الحديثة فرصة فريدة لتعزيز مهارات التعلم المستقل والذاتي. يمكن الطلاب الآن الحصول على مواد تعليمية عالية الجودة مجانا وباستخدام أي جهاز متصل بشبكة الإنترنت.
- التنوع والإبداع: تسمح أدوات التكنولوجيا المتعددة بأنماط تعلم متنوعة تلبي الاحتياجات المختلفة لكل طالب. سواء كانت مقاطع فيديو تعليمية أو ألعاب تعليمية، فإن خيارات التدريس الغنية تخلق بيئة تعليمية أكثر جاذبية وإبداعا.
- الإمكانية العالمية: بوساطة تكنولوجيا الاتصالات، أصبح بإمكان الأفراد الدراسة والمعرفة بمواضيع معينة مع خبراء متخصصين حول العالم. هذه الفرصة توفر نوع جديد من الثقافة الدولية داخل مجال المعرفة.
- جمع البيانات وتحليلها لتحسين التعليم: تُمكّن التكنولوجيا المدارس والمؤسسات التعليمية من جمع بيانات دقيقة وقابلة للتحليل حول تقدم الطالب وفعالية المناهج الدراسية. يمكن لهذه البيانات المساعدة في تحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسينات واستراتيجيات أفضل لرفع مستوى الأداء الأكاديمي.
في النهاية، يبدو واضحًا أنه وعلى الرغم من بعض العقبات والصعوبات الناجمة عن اعتماد التكنولوجيا في قطاع المعرفة، إلا أنها تقدم حلاً ناضجا للقضايا القديمة المثارة منذ سنوات عديدة تتعلق بنظام التعليم العالمي.