- صاحب المنشور: نسرين المرابط
ملخص النقاش:
في عصرنا الرقمي الحالي، أصبحت الأجهزة الذكية والإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب. فمن جهة، توفر هذه التقنيات فرصاً هائلة للتواصل العلمي والثقافي والمعرفي؛ مما يسهل الوصول إلى المعلومات ويُشجع على التعلم المستمر والإبداع. ولكن، من الجانب الآخر، قد تُحدث هذه الأدوات تأثيرات سلبية على الصحة العقلية لدى نسبة كبيرة من المستخدمين.
التكنولوجيا كفائدة:
تُعتبر وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً، إحدى أهم أدوات الاتصال الحديثة التي سهلت التواصل للأصدقاء والعائلة حتى وإن كانوا بعيدين جغرافياً. بالإضافة لذلك، يمكن استخدام الإنترنت كمصدر معرفي غني للتعليم والتثقيف الذاتي عبر الدورات والبرامج التعليمية المتاحة مجاناً أو مقابل رسوم رمزية. كذلك، تساهم التطبيقات الصحية في تتبع الحالة البدنية والنفسية للمستخدم وتوفير نصائح وإرشادات شخصية بناءً عليها.
التكنولوجيا كخطر:
على الرغم من تلك الفوائد الواضحة، إلا أنها تحمل معها مخاطر عديدة متعلقة بالصحة النفسية خاصة عند الاستخدام غير المحسوب. أحد أكثر الأمور شيوعا هو "الإدمان الرقمي"، حيث يقضي الأفراد وقت طويل أمام الشاشات مما يؤدي إلى الابتعاد التدريجي عن الواقع الحقيقي وانخفاض مستوى التركيز والطاقة بسبب عدم الحصول على قدرٍ كافٍ من النوم الجيد. كما تشكل المواقع الاجتماعية بيئة خصبة لمراقبة الذات المقارنة والأعراض المرتبطة بها مثل القلق والاكتئاب. علاوة علي ذلك ، فإن تعرض الأطفال والشباب لفترة طويلة لأضواء الشاشة قبل النوم ينتج عنه ضعف جودة نومهم وبالتالي زيادة احتمالات اضطراب مزاجهم مستقبلا .
إعادة توازن العلاقة:
لحماية سلامتنا النفسية أثناء عصرنا الحديث الذي يتميز بالتقدم التكنولوجي الهائل ، نحتاج لإيجاد طرق للحفاظ على توازُن متكامل بين استغلال فوائد التكنولوجيا واستيعاب مخاطره المحتملة . وذلك بإعطاء الأولوية لنوم جيد وممارسة نشاط رياضي منتظم وكذلك تقليل الوقت الذي نقضيه أمام شاشات الهواتف وأجهزة الكمبيوتر -خاصة خلال المساء-. ومن الضروري أيضاً تعزيز الروابط الإنسانية الفعلية واحتضان الحياة خارج رقعة الانترنت والتي تعتبر حجر أساس لحياة سعيدة ومتكاملة. بهذه الطريقة تستطيع الأسرة العربية تحقيق أفضل قيمة ممكنة للعصر الحديث فيما يتعلق بتطور تكنولوجي ملحوظ وصحة نفسية مستقرة.
