- صاحب المنشور: خليل الزرهوني
ملخص النقاش:
في العصر الحالي الذي يتميز بتعدد وتنوع مصادر المعلومات، أصبح دور وسائل التواصل الاجتماعي مؤثرًا بشكل كبير في تشكيل آراء الجمهور. من التغريدات على تويتر إلى المنشورات الفيروسية على الفيسبوك، يمكن لهذه المنصات أن ترفع قصصاً صغيرة إلى قضايا رئيسية تدور رحاها عبر الإنترنت بسرعة خاطفة. لكن هذا التحول يعرض أيضًا المجتمع لمخاطر مثل انتشار الشائعات والأخبار غير المؤكدة مما يؤدي غالبًا إلى جدالات واسعة النطاق بين الأفراد والمجتمع ككل.
إن قدرة وسائل الإعلام التقليدية على التحقق والتصحيح قد تبدو أقل فعالية عند مقارنتها بسهولة الوصول والتفاعل التي تقدمها الشبكات الاجتماعية الحديثة. حيث يغدو الجمهور أكثر اعتمادًا على هذه الوسائل للحصول على معلوماتهم أولاً بأول، وهذا يضع ضغطًا عاليًا لإنتاج محتوى يومي وملائم لجذب الانتباه والحفاظ عليه. وفي الوقت نفسه يتزايد القلق بشأن دقتها ومصداقيتها خاصة عندما تتعلق بالأحداث الجارية ذات التأثير الكبير.
من جهة أخرى فإن استخدام الخوارزميات لتوجيه المحتوى بناءً على اهتمامات المستخدمين الشخصية يُعزز من احتمالية التعرض لما يعرف بـ "البابوت"، وهو ظاهرة عرض مواد متطرفة أو مثيرة للاشمئزاز بهدف جذب انتباه أكبر للموقع الإلكتروني المعني. كما أدت سهولة إعادة نشر المحتويات دون تفكير نقدي إلى زيادة حالات سوء الاستخدام وانتشار المعلومات الكاذبة والمعلومة الزائفة.
وعلى الرغم من ذلك، فقد برزت أيضاً نماذج جديدة للإعلام المواطن حيث يقوم المواطنون بنشر تقارير واقعية لأحداث محلية حدثتهم شخصيًا بدون الاعتماد الكلي على وسائل الإعلام التقليدية المعتمدة تاريخياً. وقد ساعدت هذه المبادرات في تعزيز شفافية الإعلام وتعزيز الثقة العامة فيه رغم محدودية نطاق تأثيرها حتى الآن.
وفي الختام، فإنه مع استمرارنا في مواجهة تحديات عصر المعلومة المتدفق على مدار الساعة، سنحتاج بالتأكيد لاستراتيجيات حديثة للتعامل مع تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي المقلبة لرأي الجمهور والتي تحتاج لدعم من خلال قوانين أفضل وقواعد أخلاقية أقوى تضبط عمل تلك الأدوات القوية ولكن الغادرة أحياناً.
