- صاحب المنشور: عبد الرحمن العروسي
ملخص النقاش:
مع تسارع وتيرة تطور الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح هذا المجال محوراً رئيسياً للتقدم العلمي والتكنولوجي. يُظهر الذكاء الاصطناعي قدرات متزايدة على حل المشكلات المعقدة واتخاذ القرارات بكفاءة أكبر من البشر في العديد من الحالات. إلا أنه يتعين علينا مواجهة تحديات أخلاقية كبيرة مرتبطة بتطبيقات هذه التقنية.
من ناحية، يوفر تطوير الذكاء الاصطناعي فرصاً هائلة لتحسين الصحة العامة والتعليم والاقتصاد العالمي. يمكن للروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي القيام بمهام خطرة أو رتيبة تسمح للعاملين البشريين التركيز على أعمال أكثر تعقيدًا وإبداعًا.
على سبيل المثال، تُستخدم تقنيات التعلم الآلي حاليًا في مجال الرعاية الصحية لتوفير تشخيص طبي دقيق مبكر للأمراض الخطيرة مثل السرطان وأمراض القلب. كما تساعد الروبوتات التي تعمل باستخدام الذكاء الاصطناعي العلماء على فهم كوكب الأرض بشكل أفضل واستعادة البيئة المتضررة نتيجة الأنشطة البشرية الضارة.
ومع ذلك، فإن توسع انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يولّد أيضًا مخاوف كبيرة بشأن تأثيرها المحتمل على القوى العاملة البشرية ومستقبل العمل الذي يؤديه الإنسان. هناك خطر حقيقي يتمثل في فقدان الوظائف بسبب زيادة قدرة الآلات التي تدعمها أنظمة الذكاء الاصطناعي لإنجاز الأعمال ذات الطابع الروتيني والحتمي والتي كانت تستنفد طاقات بشرية كبيرة سابقا.
بالإضافة إلى ذلك، ينصب تركيز آخر من المخاوف حول الخصوصية والأمان المرتبطتان استخدام البيانات الشخصية بواسطة خوارزميات الذكاء الاصطناعي. فما لم تتم معالجتها بطريقة مسؤولة وعادلة، يمكن لهذه الخوارزميات أن تؤدي إلى تمييزات غير عادلة ضد مجموعات اجتماعية مختلفة بناءً على التحيزات الموجودة ضمن بيانات التدريب المستخدمة لإنشاء تلك الخوارزميات.
التحديات الأخلاقية
أخيرا وليس آخرا يأتي جانب مهم وهو الجانب الأخلاقي لهذا الموضوع الواسع والممتد. فالذي يدفع باتجاه تحقيق تقدم مضطرد ومتسارع نحو مزيدٍ من الاعتماد على ذكاء اصطناعي مطور بشدة هو حاجة ملحة لأن تكون لدينا منظومات ضوابط قوية تحكم كيفية تصميم وصناعة واستخدام وسائل "الذكاء" الأكثر قوة وقدراة للإنسانية عبر التاريخ. ومن هنا يبرز دور المنظمات الدولية والشركات الكبرى وكذلك الأفراد الذين يساهمون بإعداد معايير عالمية تضمن استعمال مفيد وآمن لحلول البرمجيات المدعمة بنُهج علمية عالية المستوى كتلك المعتمدة بالنظام الحديث للمعارف الخاصة بذوي الاختصاص لدى التربويين مثلاً، وذلك تحت مظلة حقوق المواطن الأساسية وحماية خصوصيته.
بقراءة نقدية للموضوع السابق ، نجد بأن نقاش مستفيض بدأ بالفعل حول أهمية مراقبة عملية الاستثمار الهائل المستمر بأبحاث ومعارف جديدة متعلقة ببرامج الكمبيوتر الفائقة القدرة والتخصّص المتنامي داخل شركات رائدة مثل Alphabet - جوجل - وApple وغيرهم ممن يبذلون جهود خارقة بحثيا بهدف الوصول لأهداف بعيده التأثير جداً وبمستويات تفوق تصورات غالبية المهندسين حتى الآن! وهذه ظاهرة جديرة بالملاحظة خاصة بعد صدور كتاب بعنوان "الطريق إلى كارثة" والذي يشرح فيه مؤلفه الناقد البريطاني Nick Bostrom كيف يمكن لنوع جديد تماما من الثورة الصناعية ان تحدث تغييرات هيكلية عميقة للحياة الإنسانية إن هي وجدت نفسها مجبرة دخول منافسة مباشرة ولذلك السبب تحديدًا يعد حديث الانسان حول "التوا