- صاحب المنشور: أسماء الجوهري
ملخص النقاش:
التطور المتسارع للتكنولوجيا خلال العقود الأخيرة كان له تأثيرات واسعة النطاق تشمل جوانب الحياة المختلفة، بما في ذلك الجانب الصحي النفسي. يسلط هذا المقال الضوء على كيفية تأثير هذه التقنيات الجديدة - سواء كانت وسائل التواصل الاجتماعي أو الأجهزة الذكية أو حتى الواقع الافتراضي - على الصحة النفسية للأفراد.
من ناحية، يمكن لهذه الأدوات تقديم العديد من الفوائد. توفر الإنترنت والقنوات الرقمية الأخرى مجالات تعليمية متعددة تسهل الوصول إلى المعلومات وتتيح فرص التعلم المستمر. كما أنها تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية عقلية مثل القلق والاكتئاب من خلال توفير الدعم والموارد عبر المنتديات عبر الإنترنت ومجموعات المساعدة الذاتية. بالإضافة إلى ذلك، فقد أدت تقنيات الاتصال الرقمي إلى تحسين قدرة الأفراد على البقاء على اتصال مع أصدقائهم وعائلاتهم بغض النظر عن موقعهم الجغرافي، وهو عامل مهم للحفاظ على الرفاهية العامة.
ومع ذلك، هناك جانب آخر لهذه العملة يشكل مخاطر محتملة لصحتنا النفسية. تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي مثالا بارزا حيث قد تؤدي المقارنات الاجتماعية والتوقعات غير الواقعية حول حياة الآخرين إلى زيادة الشعور بالإحباط وعدم الكفاءة لدى المستخدمين. كذلك، فإن الإفراط في استخدام الشاشات يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على النوم ويسبب اضطرابًا وجهازيًا مرتبط بمتلازمة التعب الإلكتروني. علاوة على ذلك، يستخدم بعض المحتوى المنشور عبر الإنترنت مواد دعائية عدوانية ومزعجة تؤدي للشعور بالتوتر والخوف عند تعرض المرء لها بكثرة.
بالإضافة لذلك، فإن الغوص العميق في عالم ألعاب الفيديو الواقعي والذي غالبًا ما يتميز بموضوعاته العنيفة وقصصه المحملة بالتوترات، قد يساهم أيضًا بإحداث تغييرات سلبية في الحالة المزاجية للفرد وفي تصوراته الحقيقية للمحيط المحيط به. كل تلك الأمور مجتمعة تدفع باتجاه ضرورة إعادة النظر في طريقة استغلالنا لتلك التكنولوجيات وإعادة رسم الحدود بين العالمين الافتراضي والحقيقي لحماية قدرتنا العلاج النفسى الداخلي واستقرارها.
وفي نهاية المطاف، رغم وجود جانبين ذو طابع ثنائوي لهذا الموضوع إلا أنه يتعين علينا التنبيه بأن أفضل طريق هو البحث عن توازن شامل يسمح باستخدام التكنولوجيا لأقصى فوائده بينما نضع قواعد تحتفظ بحساسيتنا تجاه آثارها الثانوية والتي ربما تكون محبطة لو لم نتجاوب معها بعناية.