الثقة هي العمود الفقري لأي علاقة زوجية صحية، وعلى الرغم من قوة هذه الرابطة، إلا أنه من الطبيعي تماماً أن تمر العلاقات بصعوبات ونكسات قد تهز جوهر الثقة. ومع ذلك، فإن الاستعداد لمعالجتها واستعادة تلك الثقة أمر ممكن ويمكن تعزيزه باتباع بعض الخطوات الذكية. دعونا نتعمق أكثر في عملية إعادة بناء الثقة بين الأزواج.
- التواصل الواضح: يعد التواصل المفتوح والصادق عاملاً حاسماً في استعادة الثقة. تشجع المصارحة الزوجين على التعبير عن مشاعرهما بشكل صحي ومباشر. عندما يشعر كل شخص بأنه مسموع وفهم، فإنه يمكن كسر حاجز سوء الفهم وتعزيز جو من الوضوح والثقة.
- تفاهم الأعماق: فهم دوافع سلوكيات الشخص الآخر يمكن أن يؤدي إلى توضيح سبب انهيار الثقة سابقاً. قد يكشف التحليل العميق للأحداث لمفاتيح رئيسية تساعد في تطوير آليات فعالة للتعامل مع الصراع مستقبلاً.
- الغفران والتقبل: الغفران ليس مجرد تنازل بل خطوة جريئة نحو التعافي. ينطوي تقبل الأخطاء البشرية والسماح لها بالمضي قدمًا بدون حكم ضروري لبناء قاعدة جديدة للثقة. بهذا النهج، يُظهر المرء تقديره لحقيقة عدم اكتمال الإنسان وانفتاحه على فرص النمو الجديدة داخل العلاقة.
- إعادة كتابة القصة: بدلاً من الدوران حول نفس الحلقة المؤلمة مراراً وتكرارًا، الدعوة لإعادة كتابتها بشكل إيجابي تدفع للعيش الآن والحاضر وتعطي فرصة للحياة بحماسة ورؤية مختلفة تجاه المواقف المختلفة.
- زرع المحبة من جديد: إن خلق اللحظات السعيدة والمعنى الحميم ووضع أهداف مشتركة تجدد الطاقة الإيجابية مما يقوّي روابطكما القديمة ويعكس حبكم المتجدد لكل منهما البعض.
- التزام واضح بالعلاقات الصحية: الاتفاق على نموذج جديد لعادات السلوكية واحتضان مفاهيم جديدة مثل الصدق والثقة المتبادلة والشعور بالأمان تؤسس لسلوكيات ملائمة للعلاقة الحديثة والتي تحمل بذرة للتغيير دائم.
- البحث عن المساعدة الخارجية عند الضرورة: إذا كانت الأزمة عميقة جداً فلا مانع للاستفادة ممن هم مدربون لذلك كالوسطاء النفسيين الذين يساهمون بخبراتهم ودراستهم في الوصول لحلول مرضية لكلا الطرفين.
- العفو والجبر: الاعتذارات الجادة والتأكيدات المعنية بالحفاظ عليها تسهم كثيرا في فتح الباب أمام مرحلة جديدة مليئة بالأمل والبداية المثالية والتي تمهد الطريق لقواعد أقوى للثقة بينكما مجدداً.
وفي حين يتمثل هدفنا هنا لتوجيه طريق الفرص الثانية للعلاقات المضطربة بسبب ضعف الثقة؛ لابد لنا كذلك طرح جانب آخر وهو تبني الحذر قبل تحقيق الرغبات الشخصية بطرق غير أخلاقية تضر بها مكانة الجميع الاجتماعية والنفسية وهذا يحقق مبدأ حفظ الذات وعدم جواز انتهاكه تحت أي ظرف كان!