يعد الابتزاز العاطفي أحد الأشكال الضارة للعنف النفسي التي قد يواجهها الأفراد في العلاقات الشخصية، خاصةً بين الشركاء الرومانسيين. وهو نوع من الاستغلال يتم فيه استخدام مشاعر الطرف الآخر وخوفه ورعايته لإجباره على القيام بأفعال غير مرغوب فيها أو محاولة التأثير عليه بشكل سلبي. هذا النوع من التلاعب يمكن أن يؤثر بشدة على الصحة العقلية والعاطفية للشخص المستهدف ويؤدي إلى شعوره بأنه مقيد وغير قادر على التصرف بحرية. لذلك، يُشدد على أهمية فهم طبيعة هذه الظاهرة وامتلاك استراتيجيات فعالة للتعامل معها.
علامات وأمثلة على الابتزاز العاطفي
قبل البدء في تقديم الحلول والنصائح العملية، من المهم تحديد بعض المؤشرات الواضحة لحدوث ابتزاز عاطفي قد تواجهيه أنت أو شخص آخر تعرفه:
- الحبس والإحراج: يحاول الشخص المُبتَز إحباط طموحات وأهداف شريكه وتقليل ثقته بنفسه باستمرار.
- استخدام الجنس كورقة ضغط: تهديد ترك علاقتكما إذا لم تستجب لرغباته الجنسية أو رفضك لها كوسيلة لتغيير سلوكك.
- الشعور الدائم بالذنب: خلق جو دائم من الشعور بأن كل شيء سيئ يحدث بسبب أفعالك وسلوكياتك فقط.
- تقسيم دعمك الاجتماعي: منعك من التواصل مع الأشخاص الذين تحبهم أو تشعر بالألفة تجاههم، مما يشعرك بالعزلة والانقطاع عن المجتمع الخارجي.
- تغير المشاعر حسب الرغبة: توظيف تقلبات مزاجه للتأثير عليك - فبينما يكون لطيفاً ومتفهماً لفترة قصيرة ثم يعود ليظهر جانبه الغاضب والمسيطر مستخدماً ذلك للتحكم بك.
هذا مجرد دليل عام وقد تكون هناك حالات أخرى أكثر تعدداً وتعقيداً، لكن القاسم المشترك هو وجود تأثير سلبي واضح ومستمر لصالح المتلاعب ضد مصالح الشخص المُبتَز وعافيته النفسية والجسدية أيضاً.
طرق مجربة للتعامل مع الابتزاز العاطفي
إن مواجهة سلوكيات مثل تلك ليست مهمة سهلة؛ ومع ذلك، فإن اتخاذ الخطوات المناسبة لحماية سلامتنا العاطفية أمر ضروري للغاية لصحتنا العامة والتطور الإيجابي لعلاقاتنا الحالية والمستقبلية كذلك. فيما يلي بعض النصائح العملية لمساعدتك في إدارة وضع مشابه:
1. الاعتراف بالأمر وبدهشك
الخطوة الأولى نحو أي تغيير هي قبول الواقع كما هو - إن بدأت تشعر بتلك الأحاسيس المدمرة نتيجة تصرفاته - اعترف بذلك لنفسك أولاً قبل البحث عن مساعدة خارجية متى احتجت إليها لاحقاُ . غالباً ما يساهم عدم الإقرار بهذا الأمر في إبقاء الوضع الأسوأ أسوأ بدلاً من تخفيف وطأة المصائب تدريجياً باتجاه حلٍّ فعالٍ ونهائيٍّ لما تمر به حاليًا . تأكد دائماً أنه حتى لو كانت ردود الفعل الطبيعية تتجه نحو الإنكار والخجل فتذكر دوماً حقكوقدرتك على طلب المساعدة عند حاجتك لها!
2. تحديد الحدود وضبط الانقياد
وضع حدود واضحة بشأن ممارسة حقوقك وكراماتك الخاصة شرط حيوي لاستعادة مكانتك وحفظ سلامتك الذهنية خلال المواقف الحرجة كهذه الحالة بالتحديد . حاول التفكير بموضوعيات حول اقتراحات منطقية لأوقات مناسب للاستجابة له واحرص أيضا على جعل وقت الراحة والاسترخاء هامش يوميك جزءا أساسيا منها ضمن جدول أعمال اليوميات الخاص بك كي تبقى قادراعلى تجديد نشاط عقلك وجسمك بصورة منتظمة ومنتظمة بإذن الله عزوجل .