تعتبر الخيانة ظاهرة مدمرة تتسم بالنفاق ونقض التعهدات، مما يؤدي إلى الإضرار بالعلاقات الشخصية والعائلية والمجتمعية والدولية. وعلى الرغم من اختلاف المفاهيم حول ماهيتها الدقيقة، فإن معظم الآراء ترى أنها فعل ذميم ومرفوض أخلاقيًا ودينيًا نظرًا للتداعيات السلبية التي تخلفها على الأفراد والمجموعات. يمكن اختزال الخيانة في تناقض الفعل مع الوعود المعلنة، وهو أمر ممقوت اجتماعيًا وعقديًا.
يتصف الشخص الخائن عادة بنكران الذات والإنشغال بمصلحته الخاصة فقط، بغض النظر عن الجرح النفسي الذي يلحق بالأطراف الأخرى الذين وثقوا فيه. تشمل الأسباب الرئيسية للخيانة انعدام الضوابط الأخلاقية الناجمة عن ضعف التدين والشعور بالقوة والثقة الزائدة بنفس المرء دون مراعاة حقوق الغير. وفي المجتمع المعاصر، ازدادت رقعة ظاهرة الخيانة واتسعت أشكالها لتشمل مجالات عدة مثل الخيانة الوطنية وخيانة العلاقات الزوجية وغيرها من روابط الصداقة.
تأتي آثار الخيانة عميقة ومتنوعة، فالإنسان عرضة للشعور بالإحباط والإهانة وفقدان الثقة في نفسه والآخرين أيضًا. لذلك، من الضروري التحلي بالحذر واتزان الثقة في اختيار الشركاء وصلة الرحم ومعرفة خصائص شخصية كل فرد لاتخاذ قرار بناء العلاقات الحقيقية المبنية على الاحترام والثقة المستدامتين. وبذلك نضمن سلامة ارتباطاتنا وانفتاح قلوب بعضنا البعض بدلاً من الوقوع فريسة للغدر والخيانة الناتجين عن سوء تقدير الشخصية أو الظروف المناسبة لتحقيق المصالح الذاتية قصيرة المدى.