الحب والصداقة: تفاصيل الفرق بينهما وكيف يختلفان رغم تشابحهما الواضح

في رحلتنا عبر الحياة، نصادف العديد من العلاقات التي تبدو متشابهة ولكنها تنطوي على اختلافات جوهرية. وبين هذه العلاقات تأتي الصداقة والحب. قد يبدو الفرق

في رحلتنا عبر الحياة، نصادف العديد من العلاقات التي تبدو متشابهة ولكنها تنطوي على اختلافات جوهرية. وبين هذه العلاقات تأتي الصداقة والحب. قد يبدو الفرق غير واضح للبعض بسبب التشابه العاطفي والشعور بالارتباط القوي مع كلا الطرفين؛ لكن الفروقات الحقيقية تكمن تحت سطح الأسطح المشتركة.

تعريف الحب والصداقة

يمكن تعريفهما باختصار:

* الحب: هو حالة عاطفية عميقة وغامرة تتضمن الرغبة في الاقتران، الاحترام المتبادل، التفاهم العميق، والتعلق الرومانسي غالبًا. هذا النوع من العلاقة يمكن أن يؤدي إلى الزواج وقد يشمل الجوانب الجسدية والعاطفية والمعنوية للشركاء.

* الصداقة: هي رابطة قوية مبنية على الثقة والاحترام المتبادلين، فضلاً عن الراحة النفسية والمشاركة في الأوقات الجيدة والصعبة. الصديق هو شخص يدعمك ويساندك ولا ينتظر أي شيء مادي أو رومانسي مقابل ذلك الدعم.

الاختلافات الرئيسية

  1. الغرض الأساسي للعلاقة: بينما الحب غالبًا ما يسعى نحو الاتحاد المستدام مثل الزواج، فإن الغرض الرئيسي للصداقة ليس دائماً الترابط الدائم بل تقديم الدعم الأخوي وتوفير مجتمع اجتماعي.
  1. طبيعة العواطف: في حين أن الحب يحمل معه مجموعة واسعة من المشاعر بما فيها الشهوة والإعجاب والإخلاص، تعتمد الصداقة بشكل أقل على هذه العناصر وهي أكثر اعتدالا وأقل تطرفا عادةً.
  1. التوقعات: توقعات شريك الحياة مختلفة تمام الاختلاف عن تلك الموجودة في صداقتك الحميمة. الزوج/الشريك قد يتوقع المزيد من الوقت الخاص، الضغط الأكبر لإظهار المشاعر، والاستعداد للاستثمار طويل المدى فيما يتعلق بالموارد المالية والأسرية وغيرها. أما صديقك فقد يفضل بعض مساحة الحرية والعيش وفق جدول زمني مستقل بدون الكثير من الخطط المشتركة طويلة المدى.
  1. الدعم النفسي: هنا يأتي أحد أهم الأوجه المختلفة بين الاثنين: دعم الشريك النفسي غالباً ما يتميز بطابع العمق والحميمية نظرًا للتزام كل طرف تجاه الآخر، بينما قد يستلزم الأمر جهوداً إضافية للحفاظ عليه مقارنة بدعم الصديق الأكثر مرونة والذي يمكن تقديمه بسهولة أكبر واستمراريته ليست مطلوبة بنفس الدرجة.
  1. دور التواصل الجسدي: تلعب البيولوجيا دور هام في تحديد الطبيعة الجسدية لكل نوع علاقة - فالعلاقات الرومانسية تستغل الطاقة الجنسية لتعزيز روابط أقوى وأكثر حيوية بين الأشخاص المعنيين ولذلك فهي تشجع بشكل طبيعي الاتصال الفيزيائي بكافة أشكاله بينما تتميز العلاقات الاجتماعية بشدة اعتماديتها على المساحات الشخصية والعادات المحلية والثقافات الخاصة بكل مجتمع مماقد يؤثر أيضًاعلى مستوى قبول وجود النشاط الجنسي ضمن حدود هذه المنظومة الاجتماعية كجزء ضروري منها أم أنه أمر مستهجن ويجب تجنبه قدر الإمكان بحسب التصورات المجتمعيّة للسلوكيات acceptable داخل شبكات الأقارب والأصحاب المقربين لها .

إن فهم هذا النظام المعقد للعلاقات الإنسانية يساعد الأفراد على التعامل بمزيدٍ من الذكاء والفطنَة مع مختلف أنواع التربط البشرية المختلفة والتي تعد جزء أساسي ومحوري لتكوين الهويات الذاتيه للأشخاص كموجودات اجتماعية قابلة للاشتراك والاختلاف حسب مراحل العمر واحوال الظروف المؤثرة عليها داخليا وخارجياً كذلك .


إبتهال بن توبة

13 مدونة المشاركات

التعليقات