في زوايا الذاكرة، حيث يتجلى الماضي البعيد، نستذكر أياماً كانت مليئة بالحياة والحب. تلك اللحظات التي رسمت ابتساماتنا وأشعرتنا بالسعادة الحقيقية. عندما كنت أنتظر قدوم الصباح لأرى وجهك الجميل، وتشرق شمس يوم جديد مع بداية حديثك الرقيق. كان كل لقاء كأنها أول مرة نتلاقى فيها، وكل نظرة تعبر عن ألف قصة حب لم تُروى بعد.
حين يجتاح القلب الشوق للحنان والألفة، فإن ذكرى تلك الليالي الرومانسية تسيطر على الفكر. كيف كانت يدينا تتقاطعان وكأنما هما قطعتا لغز واحد؟ وكيف كانت عيونانا تبحثان عن بعضهما البعض وسط الزحام؟ يا لها من لحظات ساحرة! إنها حقاً تشبه النجوم المتلألئة في سماء الليل الهادئ والمضيئة بنور الحب الخالص.
كانت الحياة وقتها عبارة عن قصيدة شعر رقيقة تردد أبياتها على أسماع قلبينا العاشقَين. وفي كل خطوة نحو المستقبل، كنّا نعقد العزم بأن نبقى متماسكين كالجوهر الثمين، غير قابلين للتقسيم أو الانكسار أمام رياح الظروف القاسية. وكم كانت أحلامنا كبيرة وطموحاتنا واسعة، ولكن ما جمعنا هو شعلة الحب التي لا تنطفئ مهما حدث.
الآن، بينما تتلاشى الأوقات ويبعدنا مسافات الأرض، يبقى حنين قلبي إليك ثابتاً مثل جبل الثبات. رغم مرور السنوات والمسافة، إلا أن ذكريات أمسياتنا المشتركة مازالت تحيط بي بحرارة ودفء يذوبان بروحي ويجددان شبابي. فحبنا ليس مجرد قصة جميلة فرأت النور وانتهت؛ بل هو نهر دائم الجريان يغذي روحي بكل ما هو جميل وعظيم.
بالرغم من الألم الناجم عن التغيير والتباعد، إلا أنني ممتن لهذه التجارب لأنها جعلتنا أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، تعلمنا الصبر والقوة والإيمان بمواعيده عز وجل. إن هذا الحب القديم لن ينسى ولن يفنى أبداً طالما ظل قلبي ينبض بإيقاعات الحياة الفرحة والحزينة على حد سواء. فهو ملجئي الآمن ومصدر سعادتي الدائمة - وهو دائماً سيظل كذلك للأبد بحمد رب العالمين.
