العوامل المؤدية لتردد الرجل في الإقرار بالحب: فهم وجهات النظر المختلفة

في رحلة البحث عن الحب الحقيقي، قد يتخذ بعض الرجال موقفاً دفاعياً تجاه تقديم إعلان رسمي لحبهم، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الجذرية خلف تلك المفارقة. س

في رحلة البحث عن الحب الحقيقي، قد يتخذ بعض الرجال موقفاً دفاعياً تجاه تقديم إعلان رسمي لحبهم، مما يثير تساؤلات حول الأسباب الجذرية خلف تلك المفارقة. سنستعرض هنا عدة عوامل رئيسية تؤثر على قدرة الرجل على الانفتاح بشأن مشاعره العميقة، مستندين إلى الرؤى النفسية والتجارب الشخصية.

  1. الألم السابق: أحد أكثر الدوافع شيوعاً لإرجاء الاعتراف بالحب هي التجربة المريرة التي تعرض لها رجل ما في الماضي. سواء كان الخيانة، أو الرفض، أو فقدان شخص عزيز عليه، فإن تجارب الألم يمكن أن تشكل حاجزًا نفسيًا كبيرًا أمام الثقة مرة أخرى. غالبًا ما يلجأ هؤلاء الرجال إلى الاحتفاظ بموقف حذر حتى يتم تأمين الأرضية تحت أقدامهم الجديدة قبل القلق بشأن مصائر القلب.
  1. الشك في المشاعر الذاتية: ربما يجد البعض من الرجال صعوبة في تحديد طبيعة مشاعرهم بشكل دقيق. بينما يقضي وقتاً ممتعًا ومناسبًا بجوار المحبوب، يحتاج الأمر أحيانًا لمزيد من الزمن للتأكيد أنه ليس مجرد صداقة عميقة بل عشق مكتمل يكمن بأسفل الطبقات الداخلية للنفس البشرية المعقدة.
  1. التعبير عن الحب عبر الممارسات اليومية: لدى العديد من الرجال اعتقاد راسخ بأنه ليس ضرورية التصريحات الشفهية للتعبير عن الولع الغامر تجاه الأحباء. بدلاً من ذلك، يستخدمون الأعمال الصغيرة كإشارات قوية لحالة قلبهم - فتوجيه الرسائل الصباحية الرومانسية أو بذل جهود شخصية لإعداد مفاجأة صغيرة أو حضور حدث هاماً للشخص الآخر جميعها طرق فعالة لجذب انتباه العاشق المحتمل نحو مدى تقديره واحترامه لهم بدون ترجمة مباشرة لكلمة 'الحب'.
  1. الخوف من الاستقبال: جزء آخر مهم ينظر إليه كمصدر لقصور الرجولة عند الحديث علناً عن الحب هو مخاطر رفض المدلول العاطفي المطروح حديثاً. وبينما يحاول معظم الرجال تفادي الشعور بالإذلال الناتجة عنه احتمالية هجر محبوبهم للأبد، يسعى الكثير منهم لاستخلاص بوادر الموافقة أولاً بصورة غير مباشرة كي يأمنون موقعهم ضمن دائرة اهتماماتها.
  1. الثقة بالنفس وضعف الصورة الذهنية الذكورية التقليدية: تتسلل صور نمطية قاسية منذ طفولة الإنسان المبكر والتي تربطه ارتباط وثيق بإدارة دوره بشدة باعتباره مصدر قوة وحماية لمن هم أقل منه خلقياً وأدنى منه اجتماعيًا واستقلالاً مادياً أيضا! وقد تلقي هذه الأفكار الضوء السلبي عندما يقرر شخص ما المجازفة والكشف عن درجة كبيرة من هشاشة روحه أمام الطرف المقابل خوفاً مما قد تسميه المجتمعات العربية القديمة بكلمة 'جبن' او تورم الوصف بالحنان الزائد خارج نطاق حدود الفصل الجنسي الاجتماعي الراسخ نفسه تاريخيًا والذي مازال قائما ولو بنسب متفاوتة حسب الثقافة الاجتماعية لكل مجتمع عربي عام 2023م .
  1. *استعداد المستقبل*: أخيرا وليس آخرا ، لاتنسَ عامل التحول الطبيعي للعلاقات العاطفية والتي تمر بمسارات مختلفة تراوح بين الملعب الخاص للمواعدة المنفصلة لبداية مرحلة الاتفاق الرسمي فيما يسمى بالعقد الشرعي المسجل قانونيا وفق العقيدة الإسلامية المقدسة ثم الانتقال لاحقا لدخول جنة منزل الزوجية المليئة بالسعادة والأطفال... إلخ ... وهذا يعني تواجد نقطة فاصلة بارزة تتمثل بتوقيت مناسب للإطلاق الرسمي للبوصلة المتوقفة داخليا لمدة طويلة نسبيّا ! إذ رغم كون الزواج ليس شرط مباشر للاعتراف بالمشاعر لكنه بلا شك واحد أهم التشابكات المرتبطة ذاته معنويَّا واقتناعا ذاتيا بالإضافة لفترة الترقب المعتمدة علي رضا الطرف الثاني وذلك طبعا بناء علي الفروقات العددية العديدة الموجودة عالمياً ونحن هنا نحترم خصوصيتها داخل بيئات ثقافية متنوعة جدا كذلك*.

وفي نهاية المطاف ،عندما تتضح الصورة الذهنية لكل فرد مساهم فيها ويصبح باب التواصل مفتوح تمام openness ، يتحسن الوضع النفسي العام ويعكس جوهر اللازمة الإنسانية الجامعة وهو القدرة علي تقبل الاختلاف بكل أشكال وجوده المختلفة وعلى رأسها حق الحرية الخاصة بالتعبيرعن خواطر القلب العزيز والمقدر سرّيّا وملكيّة للجسد والروح سوءا!.


رنين بن بركة

3 بلاگ پوسٹس

تبصرے