تُعتبر الشخصية النرجسية واحدة من أكثر الشخصيات تعقيدًا وإثارةً للجدل ضمن علم النفس الاجتماعي والعاطفي. عندما تتعلق هذه الخصائص بمجال العلاقات الرومانسية والحب، تصبح الفهم لهذه الأنماط والسلوكيات حاسمة لفهم ديناميكيات العلاقة وتجنب المشاكل المتوقعة. ستستكشف هذه الدراسة التفصيلية سبع سمات رئيسية للنرجسيين في إطار علاقتهم العاطفية، وكيف يمكن أن تؤثر تلك السمات بشكل سلبي أو ايجابي على شركائهم وعلى سير العلاقة ككل.
1. الإعجاب بالنفس الزائد: أحد أبرز علامات الشخصية النرجسية هو الاعتقاد غير المنصف بأن المرء فريد ومعظم الناس أقل قيمة منه. هذا الشعور بالإعجاب الذاتي يظهر بوضوح في العلاقات حيث قد يبدو الشريك النرجسي محوريًّا ويطلب دائماً الاحترام والإشادة باستمرار. بينما يبدو الأمر ساحرًا وملفتًا للأخرى في البداية، إلا أنه مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي إلى مشاعر الغيرة والأنانية لدى الطرف الآخر.
2. الحاجة المستمرة للتقدير الخارجي: كونها شخصية نرجسية، فإن التقدير الخارجي يعد جزءًا أساسيًا من هويته. وهذا يعني أنه يشعر بالحاجة الملحة للحصول على الثناء والتأييد الدائم من شريكه. إذا لم يحصل على ما يكفي من تقدير وشكر، فقد ينقلب نحو الجدال والشجار بحثًا عن الانتباه مرة أخرى.
3. عدم الرؤية للعلاقات كتبادل متساوي: النظر إلى العالم بنظرة ذات مركزية عالية غالبًا ما تؤدي إلى رؤية علاقاتهم كمكان لتلبية رغباتهم وأهدافهم الخاصة وليس مكاناً للمشاركة والتفاعل المتوازن بين طرفين. إن هذا النهج أحادي الجانب يعيق تحقيق الاستقرار والحميمية في العلاقة.
4. ضعف التعاطف وعيوب التواصل: بسبب تركيزه الكبير حول نفسه ومشاعره واحتياجاته، يصعب عليه فهم وجهة نظر الآخرين والاستجابة لها بشكل صحيح. لذلك قد يفشل أحيانًا بفهم احتياجات وحاجات شريك حياته مما يمكن أن يخلق فراغ عاطفي كبير داخل العلاقة. كما يمكن أن يقود ذلك إلى نقاشات طويلة وغير مجدية لأن كل منهما يسعى لإثبات نقطة نظره بدلاً من البحث عن حلول مشتركة مبنية على تفاهم متبادل.
5. القدرة على خداع الراحة والكذب: التشخيص النفسي للنرجسيه يحتوي أيضًا على مكون شديد أهمية وهو "تقليد لذيذ" - أي قدرته على تقديم صورة مثالية لنفسه لجذب الأفراد الذين يرغب بهم بالقرب منه واستخدام هؤلاء الأشخاص بعد الوصول لأهدافه المباشرة منها بما فيها طموحاته ورغباته الذاتية . بالتالي ، تستطيع شخصيتيّة النرجسيّة عرض جوانب مغرية تبدو جذابة للغاية ولكن سرعان ماتتحول هذه الجاذبية الأولى لحقيقة مختلفة تمام الاختلاف عقب فترة قصيرة نسبياً. هنا تكمن خطورة التصاق القلب بشخص ذو طبائع نرجسية نتيجة مخادعات مستقبلة يتم اكتشاف طبيعتها المدمرة لاحقا بمرورزمان!
6.** **التلاعب بالعواطف: باستخدام مهارات الاتصال الخاصة بها والتي غالباً ما تكون مؤثرة جدا، يستغل النرجسيون نقاط ضعف شركائهم للاستفادة منهم وتحقيق مكاسب خاصة بتلك الشخصية المتحكمة بطباعها . بداية علاقة نموذجيّة تجسد نفسها أمام عينينا اليوم عبر قصة حب رومانسيّة خيالية مليئة بالأحلام الجميلة التي رسمتها أفكار وسحر القاتل الناعم لعقل وصواب الحكم العقلي لشريكة حياة هذا الرجل النرجسي ثم يأتي دور الانعطاف الخطير حين تشاهد المرأة تحولات تدريجيّة في شكل وتعامل زوجها تجاه مطالبه الجديدة والخارقة للأدمغة البشرية الطبيعية مما يدفع المسكين للإنجرار خلف سيطرته المطروحة علنا تحت عباءة الامتياز الخاص بوحدانيته الصفراء !
7**. **غياب التسوية والمعاناة الجنسية: مرتبط ارتباطا مباشرا بسابقة ذكر سابقا تمام كذلك فإن طبيعه فردانيه اتجاه مسارات الحياة المختلفة تحمل معه خصائل خفية بشأن مواقع رضاه الجنسي أيضا وبالتالي فإن أي مطلب خارج اطاره المعلن عنه سابقاً سوف يُنظر اليها بإزدرائه بعض الشيء بل ربما يصل الأمر إلي الحد الأكثر تخوفاً ممثلا بصده لها قهراً ونقضا ابديًا لهكذا مطالب مادامت لاتتماشي مع عقله المصمم لوحدانية اهتماماته فقط.!
وفي النهاية ، تعد هذه المعرفة والفهم ضرورية لكل من يرغب بإقامة علاقة صحية وطويلة الأمد سواء كان لديه ميولا او شعر بوجود تلك الطبائع لدي أحدهم الأقارب . إنها رحلة محفوفة بالمخاطر ولكنه الطريق الوحيد لبناء أساس متين وعلاقات مستقرة مبينة علي التفاهم والاحترام المتبادلين.