في عالمنا المعاصر، حيث تتعدد أشكال العلاقات الإنسانية وتتنوع المسافات الجغرافية، قد نشعر جميعاً بتلك المشاعر الدافئة تجاه أحبابنا الذين يبدو ابتعادهم مؤقتًا أو دائمًا. حين تشعر بهذا الاشتياق، إليك مجموعة من النصائح العملية لمساعدتك على التعامل مع هذه التجربة بطريقة صحية وبناءة.
إذا كنتَ تعاني من اشتياق لعزيز قلبك بسبب انقطاع التواصل المؤقت، فمن الضروري أولاً مصارحة نفسك ومعرفة سبب افتقادك لهذا الشخص وما إذا كانت الغياب تؤثر بشكل سلبي على حياتك اليومية. إن كنْتِ مستقراً عاطفيًا ولم تعد رغبتك في الحوار شديدة، جرِّب تمرينات ذهنية تساعدك على إعادة تركيز طاقتك نحو هوايات شخصية أو تطوير مهارات جديدة. وفي الوقت ذاته، احرص على تنظيم يومك بحيث تقضي معظم ساعات يقظتك في انشطة مفيدة وجذابة بدلاً من الانفراد بنفسك ودَع تصفية ذهني لاتخاذ القرارات المتعلقة بالعلاقات الشخصية حاضرة دائماً. كما أنه بإمكانك اختيار تبديل صورة ظاهرك الخارجي بما يعكس شخصيتكم الثابتة رغم تغييرات العالم حولكما كالقصّة المختلفة للشعر مثلاً. وبالمثل ينصح باتباع ممارسات الرعاية الذاتية مثل النوم والاسترخاء والرياضة والنظام الغذائي الصحي للتخفيف من وطأة الشعور بالإحباط والإرهاق النفسي الناتجين عن قلّة التواصل الاجتماعي المباشر.
وبالنسبة لمَن يخوضون رحلات طويلة المسافات برفقة الأحبة ممن هم بعيدٌ عليهم جغرافياً، تلعب تكنولوجيا الاتصالات دوراً هاماً لتقليل شعور الوحدة والشوق. سواء عبر مكالمات الفيديو المرئية المنتظمة أو تبادل الرسائل الخطية التقليدية المغلفة بشريط جميل، يبقى التواصل هو الوسيلة المثلى لإثبات وجودك واستمرار روابط المحبة العميقة حتى أثناء الفصل المكاني والجغرافي. ولا ننسَ أهمية الاحتفاظ بممتلكات خاصة بذلك الشخص المقرب لإحداث رابط معنوي وحضور معنوي مُرضي لدى الجانبين. أخيراً وليس آخراً، يعدُّ تقدير ذاتك واحترامها قضية أساسية في إدارة حالتَ العشق المنقطع قصيرة المدى، مما يعني ضرورة جعل سعادتك أولوية لديك وتحقيق اختراقات فردية قبل أي أمر آخر.
وفي حالة فقدان كافة وسائل الوصول لحبيب قلبك لأسباب خارجة عن إرادتك -طبيعية مهنية وغيرها- يجب عليك اعتماد حلول أكثر رياضية مثل تطبيق "تمرين التأمل" لتحافظ علي هدوئک داخليا وخارجياً. وصوغ مشاعرك داخل صفحات دفاترك الكتابيه او أدوات رسم ولوحات قماش هي وسيله أخرى موجه للحفاظ علی توازن نفسي واستقرار روحي عميق اثناء انتظار الفرصه القادمه لاستعادة اتصال مباشر مع ذلك الانسان العزيز الذي ربما تكون لديه تحديات مشابهه تماماً بعيده عن يدیک ولكنه موجود باستمرار ضمن زاوية مخفية خلف عقلك المستقر والممتلىء بالأماني الحلوة والأحلام الجميله وابداعات الفنيه الرائعه .
