الحمل رحلة فريدة ومذهلة تمر بها المرأة خلال تسعة أشهر تتسم بتغيرات جسمية ونفسية ملحوظة. تبدأ هذه الرحلة بمجرد اتحاد البويضة المخصبة مع الحيوان المنوي داخل قناة فالوب، لتستقر فيما بعد في بطانة الرحم وتبدأ عملية النمو والتطور. يعد فهم مراحل الحمل المختلفة أمرًا ضروريًا لكل أم مستقبلية لتعزيز الصحة الجيدة للأم وجنينها.
في بداية الحمل، والذي يسمى مرحلة الإخصاب، تنتقل البويضة المخصبة إلى الرحم خلال فترة تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أيام. هنا تصبح الزيجوت - وهو مصطلح علمي للجنين أثناء أولى مراحل تكونه - ملتصقة بجدار الرحم، ويتم إنتاج هرمونات مثل هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (hCG) التي تعمل كعلامة لاستقرار الحمل المبكر.
بعد ذلك تأتي مرحلة الثلث الأول من الحمل والتي تمتد عادةً من الأسبوع الأول حتى نهاية الشهر الثالث. قد تشعر العديد من النساء بغثيان الصباح والدوار والإرهاق البدني بالإضافة إلى زيادة الحاجة للتبول. كما يمكن ملاحظة تغيرات في ثدييهما بدءاً من تكبيرهما وانتهاء بانكماشهما لاحقا. بعض السيدات أيضا يواجهن نزيفا خفيفاً نتيجة زرع الجنين لكن هذا الأمر ليس سيئاً بل بالعكس فهو مؤشر جيد لقوة الاستقرار.
وفي الشهور الأوسط أي الفترة ما بين الشهر الرابع والسادس نلاحظ ظهور علامات أكثر وضوحا للحمل بما فيها تضخم البطن بشكل واضح بسبب نمو الطفل داخل الرحم جنبا إلى جنب مع توسيع عضلات البطن والمفاصل لتحضير الجسم للولادة القادمة. علاوة على ذلك فقد تجد العديد من النساء شعورا غير اعتيادي بالحركة الداخلية للطفل مما يعرف بحركات الجنين الأولى وهي عادة بداية الشعور بالأمان والاسترخاء النفسي لدى الأمهات حديثات العهد بهذا الوضع الجديد.
أما الثلث الأخير فتعتبر فيه التعديلات الجسدية والنفسية الأكثر تطرفا إذ ترتفع احتمالية التعرض للسمنة والانتفاخ والمشاكل المرتبطة بالقلب والأوعية الدموية فضلا عن الصداع وآلام أسفل الظهر. ومع اقتراب الموعد المنتظر سوف تخضع معظم السيدات لعناية خاصة تستهدف رفع معدلات الطمأنينة لديها قبل ولادتها ومن ثم إعداد نفسها لمراحل الرعاية الصحية الجديدة التالية للميلاد مباشرة.
بشكل عام فإن مهمة إدارة صحتهم العامة أثناء الحمل ليست مجرد مسؤولية فردية ولكنها كذلك جزء ذو أهميته القصوى للعائلة المجتمع برمته نظراً لما تمثله حياة الأفراد المستقبلية حينذاك. وبالتالي ينبغي تعليم كل امرأة خطوات البرمجة الذهنية والعاطفية اللازمة للاستمتاع بكل لحظة من لحظاتها الخاصة تلك عبر اكتساب خبرة المعرفة واليقظة تجاه حالتهم اليومية والصحة المتغيرة لديهن باستمرار.