فترة النفاس، والتي تُعرف أيضًا بفترة ما بعد الولادة، هي المرحلة التي تبدأ مباشرة بعد الولادة وتستمر عادةً لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع. خلال هذه الفترة، تعاني المرأة من خروج إفرازات دموية تُعرف بالهلابة أو السائل النفاسي، والتي تنتج عن انسلاخ وترميم بطانة الرحم. هذه الإفرازات تشبه إفرازات الحيض في محتواها، حيث تتكون من الدم والمخاط وأجزاء من بطانة الرحم وخلايا دم بيضاء.

تتغير طبيعة إفرازات النفاس مع مرور الوقت. في اليوم الأول، قد تلاحظ المرأة ظهور كتل دموية متجلطة، وقد يكون لون الإفرازات أحمر أو بني. مع مرور الأيام، يتحول لون الإفرازات إلى بني غامق أو أحمر وردي، ويقل تدفق النزيف. بحلول الأسبوع الثالث أو الرابع، يصبح الإفرازات كريميًا أبيض اللون. في الأسبوع الخامس والسادس، قد تظهر بعض الإفرازات البنية أو الحمراء الوردية، وقد تعاني بعض النساء من إفرازات صفراء كريمية.

من المهم ملاحظة أن النزيف أثناء فترة النفاس أمر طبيعي، ولكن هناك بعض الأعراض التي تستدعي الرعاية الطبية الفورية، مثل النزيف الغزير المستمر أو المؤلم، أو استمرار ظهور الإفرازات الدموية بلون أحمر ساطع بعد اليوم الثالث من الولادة، أو ظهور كتل دموية بحجم أكبر من حجم الخوخ. إذا شعرت المرأة بأعراض مثل تسارع نبض القلب، الدوخة، الغثيان، الشعور بالضعف والتعب، عدم وضوح الرؤية، القشعريرة، أو التعرق، يجب عليها طلب المساعدة الطبية على الفور.

في الختام، فترة النفاس هي مرحلة طبيعية بعد الولادة، وتستمر عادةً لمدة 4-6 أسابيع. من المهم مراقبة طبيعة الإفرازات والبحث عن أي أعراض غير طبيعية قد تشير إلى مشاكل صحية خطيرة.