- صاحب المنشور: وديع بن داود
ملخص النقاش:في ظل التزايد المستمر للاحتياجات العالمية للطاقة وتفاقم المشكلات البيئية المرتبطة باستخدام الوقود الأحفوري، يبرز تبني مصادر الطاقة المتجددة كأولوية استراتيجية. هذه التحول ليس له فوائد بيئية كبيرة فحسب، بل أيضا عوائد اقتصادية ملحوظة يمكن أن تساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي وتحقيق الرفاه الاجتماعي. يتمثل أحد الجوانب الرئيسية للفوائد الاقتصادية في خلق فرص عمل جديدة، حيث يتطلب تطوير البنية التحتية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من التقنيات الخضراء قوة عاملة ماهرة ومستدامة. بالإضافة إلى ذلك، فإن اعتماد الطاقة المتجددة غالبًا ما يؤدي إلى تقليل تكاليف التشغيل على المدى الطويل مقارنة بالوقود الأحفوري التقليدي. هذا لأن توليد الكهرباء عبر طرق متجددة مثل طواحين الهواء والألواح الشمسية تكون أقل عرضة للتغيرات في الأسعار العالمية وانقطاع الإمدادات التي تشتهر بها الصناعات النفطية والغاز الطبيعي.
من الناحية البيئية، تعتبر أهم مساهمة للطاقة المتجددة هي الحد الكبير من انبعاث الغازات الدفيئة المسؤول عنها حرق الوقود الأحفوري. يعدّ تغير المناخ - الذي يشمل ارتفاع مستويات سطح البحر، الأحداث الجوية الزائدة القوة، والتغير في نمط هطول الأمطار - قضية عالمية ذات آثار خطيرة تحتاج لحلول جذرية. ومن خلال تحويل محفظتنا الحالية للموارد الطاقوية نحو خيارات أكثر نظافة وصديقة للبيئة، نستطيع تخفيف الضغوط الواقعة علي الكوكب الطبيعي لدينا وأهله الحيويين.
وفي نهاية المطاف، بينما تتحرك الحكومات والشركات والمجتمعات الفردية تجاه هدف الوصول للحالة الصفرانية للانبعاثات، ستصبح الطاقة المتجددة أساسا لاقتصاد القرن الحادي والعشرين. إن النهضة الحالية في البحث والتطوير لهذه القطاعات توحي بأن العصر الحالي لن يكون الأخير لنشوء تكنولوجيا مبتكرة ومتاحة مادياً تعمل على خفض الاعتماد العالمي على موارد الطاقة غير المتجددة والاستثمارات المضمونة طويلة الامد.