- صاحب المنشور: لقمان الصديقي
ملخص النقاش:يعتبر التعليم قطاعاً حيوياً بأهميته الاستثنائية في تحقيق التنمية المستدامة. فهو يعزز النمو الاقتصادي، ويعمل على الحدّ من الفقر، وييسّر تقاسم العلوم والمعرفة بين الأجيال المختلفة، بالإضافة إلى دوره المؤثر في بناء مجتمع أفضل وأكثر عدالة اجتماعيا.
ولكن هذا القطاع الحساس يواجه عدة تحديات كبيرة، أهمها عدم المساواة في فرص الحصول على تعليم نوعي، فئة الشباب المتعطلين عن العمل بسبب نقص المهارات العملية التي يتطلبها سوق العمل الحالي، والآثار البيئية الناجمة عن المؤسسات التعليمية نفسها والتي يمكن تحسينها عبر اعتماد سياسات وممارسات مستدامة أكثر.
استراتيجيات لتحقيق تنمية مستدامة من خلال التعليم
- تعليم شامل ومتكافئ: الهدف هنا هو ضمان الوصول الشامل والمعتبر للجميع بغض النظر عن الخلفية الاجتماعية أو الجغرافية أو الهوية الشخصية. وهذا يعني توفير المدارس الواقعة بالقرب من المناطق الفقيرة، تقديم المنح الدراسية، وضمان وجود أدوات معينة مثل الكتب الرقمية لتسهيل التعلم الذاتي.
- التدريب الوظيفي والمهارات العملية: تعتبر هذه الخطوة ضرورية لسد الفجوة الموجودة حاليًا بين ما تقدمه مؤسسات التعليم وما تحتاج إليه القوى العاملة اليوم. ويمكن القيام بذلك عبر شراكات فعالة بين الجامعات والمؤسسات الصناعية والتجارب العمليّة الطويلة داخل المنشأة التعليمية نفسها.
- التعليم الأخضر والإعداد لمستقبل مستدام: تشكل الوعي بالبيئة جزءًا أساسياً من الدور الذي يؤديه المعلمون والأهل والأطفال أيضًا. إن دمج محتوى "التعلم الأخضر" ضمن المناهج الدراسية سيحفز الأفراد على تبني نمط حياة صديق للبيئة منذ مرحلة مبكرة. كما ينبغي التركيز كذلك على استخدام الطاقة الحديثة الموفرة واستغلال المواد الصديقة البيئة عند تصميم المباني الجديدة للمدارس.
- الحوسبة والتقنيات الحديثة: توفر تكنولوجيا المعلومات فرصة ذهبية لمنظمات التدريس للتواصل خارج الحدود التقليدية للفصل الدراسي. فهي تسمح بتقديم دورات تدريبية مرنة عبر الإنترنت مصممة خصيصًا حسب الاحتياجات الخاصة لكل طالب. وبالتالي فإن الاستثمار في البنية الأساسية الرقمية سوف يدعم أيضا جهود زيادة القدرة التعلمية للأفراد ذوي الإعاقة.
هذه ليست سوى بعض الأمثلة حول كيفية مساهمة النهج المحسوب جيدًا للتعليم في تطوير اقتصاد قوي وصحي بيئيًا واجتماعيًا واقتصاديًا. ولكن يبقى نجاح أي منها معتمدًا بشدة على توافق السياسيين والقادة المجتمعيين وقادة الأعمال التجارية خلف تلك الجهود المشتركة نحو هدف واحد وهو خلق عالم أجدر بأن يحيا فيه الجميع جنبا الى جنب بعيدا كل البعد عن تأثيرات تغير المناخ المدمرة وغير المسبوقة.