- صاحب المنشور: فؤاد الدين بن الشيخ
ملخص النقاش:في العصر الحديث، تُعتبر الثورة الصناعية الرابعة والتي يقودها الذكاء الاصطناعي أحد أهم المحركات للتغيير الشامل في سوق العمل. هذا التحول الرقمي غير الطريقة التي نقوم بها بأعمالنا وأثرى التوقعات المتعلقة بالمهارات والمعرفة اللازمة للتطور المهني الناجح. بينما يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً جديدة للابتكار والإنتاجية، فإنه أيضاً يخلق تحديات كبيرة فيما يتعلق بفقدان الوظائف التقليدية.
تُظهر الدراسات الحديثة أنه بحلول عام 2030، قد يستبدل الروبوتات والأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي حتى 80% من الوظائف الحالية حول العالم. هذه الأنظمة قادرة على أداء العديد من المهام بسرعة وكفاءة أكبر بكثير مما يمكن للإنسان القيام به، خاصة تلك المرتبطة بالمهام المتكررة أو المعاملات الكبيرة للمعلومات. وهذا يعني أن هناك حاجة متزايدة لمواجهة الواقع الجديد حيث تتغير أنواع الوظائف وتختلف مهارات العمال الأساسية.
بالإضافة إلى ذلك، يسهم الذكاء الاصطناعي أيضًا في خلق وظائف جديدة تمامًا كانت غير موجودة سابقًا. الهندسة البرمجية، تحليل البيانات الضخمة، تصميم الخوارزميات الخاصة بالذكاء الاصطناعي - كل هذه المجالات تحتاج إلى متخصصين ذوي خبرة عالية ومتخصصة. وبالتالي، فإن الانتقال نحو اقتصاد قائم على الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تغيير في نوع العمل ولكن أيضا تغييرا جذريا في نوع المواهب المطلوبة.
لكن كيف يتم التعامل مع هذا التحول؟ الحكومة والشركات والمؤسسات التعليمية كلها لها دور مهم تلعبها. الحكومات مطالبة بتقديم الدعم المناسب لتوفير التدريب والتأهيل للعاملين المحتمل فقدان وظائفهم بسبب الذكاء الاصطناعي. الشركات عليها تطوير سياسة توظيف شاملة تستوعب كلا الجانبين - استغلال الإمكانيات الجديدة للذكاء الاصطناعي والحفاظ على القوى العاملة القائمة قدر المستطاع. أما المؤسسات التعليمية فمن واجباتها تحديث المناهج الدراسية لتصبح أكثر تركيزا على تكنولوجيا المعلومات والبرمجيات وغيرها من المهارات ذات الصلة بمستقبل العمل الذي تقوده التكنولوجيا.
في نهاية المطاف، بينما يفرض الذكاء الاصطناعي تغييرات دراماتيكية على سوق العمل، إلا أنه يفتح أيضًا أبواب الفرص للنمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية إذا تم إدراكه واستخدامه بطريقة حكيمة ومخططة بعناية.