برج الحوت، أحد أبناء عالم الأبراج المائية جنباً إلى جنب مع السرطان والعقرب، يتمتع بتفرد مدهش ناتج عن تأثير كوكبي المشتري وزحل عليه. يُعرف مواليد هذا البرج بشخصيتهم المتكاملة بين النعومة والمروءة والقوة الداخلية العميقة. ففي حين تتسم شخصية الحوت بالحنان والإنسانية الشديدَين، إلا أنها قد تنطوي أحياناً على غموض وانفعالات مكبوتة.
يتمتع حوتيون العالم بحسّ بديهي قوي ورؤى عميقة تفوق خيال الكثيرين؛ فهم بارعون في التعبير الشعري والكتابة الخيالية. بالإضافة لذلك، فإن لديهم القدرة الطبيعية على التعاطف والتواصل العميق مع الآخرين مما يجعلهم أصدقاء مخلصون ومحبون لأبعد الحدود. ومع ذلك، هناك جانب مظلم قليلاً لهذه الشخصية تتمثل في الميل للمثالية والخوف من مواجهة الحقائق المرّة للواقع والتي تدفع البعض منهم للهروب منها عبر الانغماس في التفكير الذاتي العميق.
من الناحية الفلكية، تعتبر فترة ١ مارس حتى ٩ مارس الأكثر تأثيراً بكوكب المشتري، بينما تؤثر الفترة من ٢٠ فبراير حتى ٢٩ فبراير بكوكب زحل بشكل كبير على طباع وشخصية أفراد هذا البرج. أما فيما يتعلق بالأيام الأخيرة لمواليد برج الحوت (من ١٠ مارس - ٢٠ مارس) فهي تحت سيطرة كوكب المريخ. إن الجمع بين هذه المؤثرات المختلفة يخلق طابعاً فريداً ومتنوعاً لدى مالكي هذا البرج.
يحظى مولود برج الحوت برقم حظه وهو الرقم "تسعة"، وهذا الرقم يحمل دلالة رمزية عدة تشمل الرحمة والكرم والسعي نحو تحقيق العدالة وجرأة اتخاذ القرارات بغض النظر عن الظروف أو العلاقات الاجتماعية. كما ترتبط ألوانه المحببة له مثل الأزرق والأخضر بالإبداع والفكر الحر والحياة المثمرة مليئة بالمبادئ الإنسانية الكبرى مثل الحب والرحمة واحترام الفوارق بين الأفراد.
على الرغم من حسن نواياه وسلوكياته الراقية، إلا أنه ليس معفى تماماً من نقاط ضعفه الخاصة؛ إذ يميل أحياناً للاستسلام أمام الأفكار الاستراتيجية الضارة ويجد نفسه عاجزاً بسبب رفضه المستمر لتقبل آليات الدفاع الذاتية اللازمة للتكيف مع مختلف المواقف اليومية.
وفي الجانب الصحي، يشيع ظهور اضطرابات قلبية وضغط دم مرتفع لدى مواليد برج الحوت نظرًا لحساسيتهم البالغة تجاه مشاعر وآلام الآخرين بالإضافة لانعدام قدرتهم تقريبًا على مقاومتها داخليا قبل الخارجياً!
ختاماً، رغم تعقيداتها الظاهرة، تعد شخصية برج الحوت ذات جمال خاص وفريد يستحق التجربة والفهم العميق خاصة كون معظم سماتها مستمدة مباشرة من طبيعة عناصر الماء نفسها وهي العمق والثراء الداخلي والقدرة الهائلة على العطاء بدون ابتغاء مقابل سوى رضا النفس وطمأنينة القلب فقط.
