أسرار شخصية: كيف يكشف نومك عن طبائعك الخفية

النوم ليس مجرد حالة استرخاء الجسم بعد يوم مرهق فحسب؛ بل هو أيضًا نافذة يمكنها إلقاء الضوء على جوانب مختلفة من شخصيتنا. إن فهم العلاقة بين طريقة النوم

النوم ليس مجرد حالة استرخاء الجسم بعد يوم مرهق فحسب؛ بل هو أيضًا نافذة يمكنها إلقاء الضوء على جوانب مختلفة من شخصيتنا. إن فهم العلاقة بين طريقة النوم وشخصياتنا قد يساعدنا في التعرف بشكل أفضل على أنفسنا وعلى الآخرين حولنا. دعونا نتعمق أكثر في هذا العالم الغامض لنكتشف الارتباطات المثيرة للاهتمام بين كيفية نومنا وتصوراتنا الذاتية.

العلماء النفسيون والمختصون بالأحلام وجدوا علاقة وثيقة بين طريقة نوم الشخص وسماته المزاجية والشخصية العامة. على سبيل المثال، الأشخاص الذين ينامون على جانب واحد غالبًا ما يتمتعون بالقدرة على حل المشكلات بفعالية وكفاءة، وهم عادةً منطقيون ومنظمون. بينما يميل أولئك الذين يفضلون الاستلقاء على ظهورهم إلى كونهم اجتماعيين ومحبّين للمشاركة والحوار المفتوح مع الآخرين.

ومن ناحية أخرى، فإن الأفراد الذين يحبون النوم على بطونهم هم عموماً ذوو طاقة عالية ونشاط مستمر. هؤلاء الأشخاص لديهم ميل نحو المغامرة والاستعداد لتحمل المخاطر، مما يشير إلى مستوى أعلى من الشجاعة والعزم. ومع ذلك، فقد أشار بعض الباحثين أيضًا إلى احتمالية وجود رابط بين هذه الوضعية والنرجسية بسبب شعور البعض بالقوة والثقة التي تأتي بها.

فيما يتعلق بالنوم أثناء الجلوس أو الوقوف (وهي حالات نادرة جدًا ولكن لها أهميتها البحثية)، تشير الدراسات الأولية إلى ارتباط محتمل بسلوكيات القلق وعدم الثبات العاطفي لدى الحالات الفردية. لكن يجب التأكيد هنا على ضرورة المزيد من الأبحاث لتأكيد صحة هذه النتائج ودقتها.

وبالطبع، هناك عوامل كثيرة تؤثر على نمط نوم الإنسان بخلاف الشخصية وحدها - مثل الصحة الجسدية والتغذية وعادات الحياة اليومية وغيرها الكثير -. لذلك، ينبغي تناول موضوع ارتباطات النوم والشخصية بحذر وبنطاق واسع ليشمل جميع العوامل المؤثرة لحصول صورة كاملة ومتكاملة قدر الإمكان.

إن دراسة علم النفس الاجتماعي الحديث تُظهر لنا أنه عندما نفهم طبيعتنا الداخلية بشكل أفضل، يستطيع كلٌّ منا تعزيز تواصله الداخلي والخارجي ويطور مهارات التواصل معه بنفسه وبمعرفة احتياجاته الخاصة واتخاذ القرارات المناسبة بناء عليها. إذَنْ، بدلاً من النظر فقط إلى حلم الليل كوقفة مؤقتة للتعب والإرهاق البدني، فلنتوقف قليلا أيضا لرصد "أنماط النوم" لدينا لفهم نفسيتنا وصقل معرفتنا بأنفسنا وإلى أي نوعٍ نحن أقرب!


مهند بن صديق

5 مدونة المشاركات

التعليقات