شهر رمضان الكريم، الشهر الفضيل الذي ينتظره المسلمون بإلحاح كل عام لما يحمله من بركات وإيمان عظيمين. وفي هذا السياق، فإن الأقوال النبوية والدينية تحثنا على الاستفادة القصوى من هذه الفرصة الذهبية للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وسلسلت الشياطين". هذا القول يشدد على أهمية التحلي بالأخلاق الحميدة والإقبال على العبادة خلال هذا الشهر الزاهر.
ومن الأحاديث الأخرى التي تشجع المسلمين على اغتنام فرصة الصيام هي حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". إن هذا الحديث يعكس فوائد عظيمة لعمل صالح واحد وهو صوم شهر رمضان، مما يدفع المؤمن حقاً للاستمتاع بهذا الشعور بالإنجاز الروحي والعزيمة الداخلية التي تأتي مع أداء الواجب الديني بشكل صحيح ومخلص.
كما أكدت السنة النبوية شأن وليمة الإفطار في رمضان، إذ روى ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء". هذه الهدية الصغيرة ولكنها ذات قيمة كبيرة يمكنها تعزيز الترابط الاجتماعي والمشاركة الإنسانية بين أفراد المجتمع الإسلامي أثناء شهر الرحمة والتسامح.
وفي نهاية المطاف، يشير القرآن الكريم والسنة النبوية أيضاً إلى ثواب الأعمال الخيرة في رمضان، كما ورد في الآيه 185 من سورة البقرة والتي تقول:"وَلِتُكْمِلُواْ ٱلْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا۟ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ". هنا يأمر الله عباده بتكميل فريضة الصيام والشكر لنعمته عليهم. وبالتالي، ينبغي لنا جميعا أن نستعين بهذه التعاليم لتوجيه حياتنا نحو الطريق المستقيم وأن نسعى لتحقيق أعلى درجات التقرب إليه عز وجل في هذا الموسم الرائع.