في عالم اليوم الرقمي المتسارع، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً أساسياً من حياة الكثيرين خاصة فئة الشباب. رغم الفوائد العديدة التي توفرها هذه الوسائل مثل الاتصال والتواصل مع الآخرين، تبقى هناك جوانب مظلمة قد تؤثر سلباً على صحتهم العقلية والنفسية. سنستكشف هنا بعض التحديات الرئيسية وكيف يمكن التعامل معها بشكل فعال.

التأثير النفسي لوسائل التواصل الاجتماعي

تشير الدراسات الحديثة إلى أن الاستخدام المكثف لوظائف مثل المقارنة الاجتماعية (Comparing oneself to others) والشعور بالإهمال (FOMO - Fear of Missing Out)، بالإضافة إلى الضغط نحو تحقيق الإنجازات المثالية عبر الإنترنت، كل ذلك يساهم في زيادة مستويات القلق والاكتئاب بين المستخدمين. الباحثون يعتقدون أن عدم القدرة على التحكم في كمية الرسائل والمحتوى الذي يتم استقباله يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً أيضاً.

كيفية الحفاظ على صحة نفسية جيدة أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي

وضع حدود زمنية للاستخدام

وضع جدول يومي محدد للوقت الذي تقضي فيه أمام شاشة الهاتف الذكي أو الكمبيوتر يمكن أن يساعد كثيراً. هذا ليس فقط سيمنع الانجراف غير المنضبط وراء التسلسلات الزمنية المستمرة للمحتوى الجديد ولكنه سيقدم لك وقت فراغ هادئ لممارسة هوايات أخرى مفيدة لصحتك العامة والعقلية.

اختيار المحتوى بعناية

اتبع حسابات الأشخاص الذين يشاركون محتواً إيجابياً ومحفزاً بدلاً من أولئك الذين ينشروا معلومات سلبيّة أو مضللة. تذكر دائماً أنه يمكنك حجب أي شخص أو قناة لا تضيف قيمة لحياة سعيدة وصحيّة.

التركيز على اللحظة الحالية

بدلاً من متابعة الأخبار أو تحديثات الأصدقاء باستمرار، حاول أن تستغل الوقت بالتفاعل المباشر مع البيئة المحيطة بك والأهل والأصدقاء. النشاط البدني الخارجي مهم جداً لتحسين الحالة المزاجية وتقليل مشاعر الاكتئاب.

طلب المساعدة عند الحاجة

إذا شعرت بأن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة وأن الظروف الصحية النفسية لديك أصبحت خطيرة، فلا تتردد في البحث عن مساعدة مختصة سواء كانت عبر خدمات الصحة العقلية المحلية أو خطوط دعم نفسية مجانية متاحة عادة عبر الإنترنت. الصراحة والجراحة مع الذات مهمان للغاية في عملية الشفاء والاستعادة.

تذكروا دوماً أن الهدف من التقنيات الحديثة هو تحسين حياتنا وليس عبء كبير عليها!