في سماء الاحتفالات الدينية الإسلامية توهجان لامعتان هما عيد الفطر وعيد الأضحى، وهما يعبران عن مرحلة مهمة من مراحل التقويم الهجري مرتبطتين بإتمام فريضتي رمضان والحج الكبير. هاتان اليومتان تحملان معهما حزمة من الطقوس والأفعال ذات المعاني العميقة، والتي تشمل أيضاً "التحية"، وهي وسيلة للتعبير عن الفرح المشترك والتعاطف الروحي بين المؤمنين.
التحية الشرعية للعيد تعتبر جزء أساسي من روحانية هذه المناسبات. رغم عدم وجود صيغة ثابتة لهذه التعبيرات، إلا أنها غالباً ما تتضمن رسائل مثل "تقبل الله طاعتكم" أو "مبارك عليكم هذا العيد". لكن الأمر الأكثر أهمية هنا ليست الكلمات نفسها بل القصد منها - إيصال مشاعر الخير والمحبة تجاه الآخر. وهذا ينطبق بشكل خاص على الأعياد الإسلامية حيث يتم التركيز بشدة على الوحدة الاجتماعية والمعنوية.
قبل الخوض في تفاصيل التهيئة لعيد الفطر والأضحى، دعنا نذكر بعض السنن المرتبطة بها. أولها تكبيرة العيد، تبدأ منذ الليلة السابقة وتستمر حتى نهاية صلاة العيد، بصيغتها الأساسية مثل: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً" و"الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد". بالإضافة إلى الاغتسال لبس الملابس الجديدة والتطهير بالطيب لدى الرجال. بالنسبة لتناول الطعام، فإن الأشخاص يحافظون على تقليد تناول إفطار خفيف قبل زيارة مكان صلاة عيد الفطر، بينما قد يأكل البعض بعد أداء صلاة عيد الأضحى والنحر. سير الشخص إلى مسجد صلاة العيد سيراً على الأقدام يعد سنة مؤكدة، ومعروف بأن النساء والصغار يمكن أيضا اصطحابهم لأجل المشاركة في الشعائر.
بعد الانتهاء من أداء الصلاة, يستمع الجميع بخدم لموعظة خطيب المسجد. وإذا كانت المرآة غير نظيفة بسبب الحيض، فتسمح لها بالحضور للاستماع فقط وليس بممارسة الصلاة. وأخيراً, عند الرجوع إلي المنزل, يبقى المكبر مستعملاً أثناء الطريق وهو علامة واضحة لإشراك الجمهور بالحماس والشوق نحو الرب خلال تلك الفترة المقدسة. بالتالي, فن التهيئه بالعيد ليس مجرد تبادل للألفاظ وانما انه عمل اجتماعي وديني عميق يشهد تعزيز العلاقات الإنسانية وبث الحب والخير داخل المجتمع.