الفراق الحبيب، تلك اللحظة المؤلمة التي قد تصبح أكثر حزنًا لأن الكلمات تفشل في التعبير عن الأعماق الداخلية للقلوب المهجورة. هنا بعض الرسائل والتجارب الشخصية حول هذا الشعور القاسي:
"لن أنساك يا حبيبي"، هذه ليست مجرد كلمات، إنها تعبير عن قلب لا ينسى أبداً من ترك أثرًا فيه. "أشتاق للأشياء البعيدة"، الأشياء التي ربما فقدتها لن تعود مرة أخرى، ولكن الذكريات تبقى حاضرة دومًا. الإنسان الطيب دائمًا مبتهج ومتسامح، ولكنه في داخله يحمل الكثير من الألم الذي لا يعرف عنه أحد شيئًا.
وفي لحظة التواصل، عندما تأمل الحديث لفترة طويلة مع شخص ما وتشعر بعدم اهتمامه بك، ذلك ألم خاص يتعمق داخل الروح. ماذا لو كنت تفكر باستمرار في شخص ولا تعرف إن كان يفكر بك أيضًا؟ إنه شعور مخيف حقًا.
الحياة علمتنا جميعًا كيفية بناء قبر صغير لكل خطيئة لمن أحببنا سابقًا، لتكون هذه الأخطاء مدفونة بينما نعطيهم من حديقة قلوبنا أجمل الابتسامات الصادقة. يغار المرء حتى من كلماته عندما يهديها لشريكه السابق؛ فالجميلة منها تبدو أكثر جاذبية منه بشكل عام!
بعض العلاقات تبدأ بحالة حب واستعداد للتضحية ثم تنتهي بموجة مفاجئة من الفراق تغير مجرى الأحوال. جمال الطبيعة تكمن في قدرتها على جعل المنظر نفسه يبدو مختلفاً تماماً حسب نظرة الشخص له. هناك ألم يكفي لإحداث تغيير جذري في النفس البشرية، مما يؤدي إلى حالة من الشلل الداخلي والعجز الوجداني والبرودة العاطفية.
الصعوبة الأكبر تكمن في فرض ابتسامة زائفة على الوجه رغم الانكسار الداخلي الشديد. كل الرغبات تختصر إلى طلب واحد فقط وهو فقط "لتكن بجوارك". يمكن للمرء أن يصرح بأن الآمال يجب ألّا تُعلق بالأشخاص إلا إذا كانت تلك النصيحة موجهة للنفس قبل أي شيء آخر!
رائحة الفراق تحمل لهاث المحتضر واشتياق المحزون، خلف أبواب الوداع تنكسر النفوس وتحترق المشاعر كالنيران الخفية.
عندما يخبو حماس الحياة بسبب المسافة بينكما، دعونا نتذكر أن الرحمة والإحسان هما المفتاح الحقيقي للسعادة وليس التعاسة. فلا تعتقد يوماً بأن القلب متناسٍ لما حدث لك وذلك لأنه ملتزم الصمت بشأن الأمر - فهو يشبه الدين الذي سيفرض عليك حساباته لاحقاً!
تذكر دائماً بأنه ليس هناك ضرورة لدفع ثمن ثانية مرتين لعلاقة فاشلة. أحياناً تعد عدم الاكتراث مصدر سعادتنا الوحيدة وسط بحر من المشاعر المضطربة. الإيثار الزائد قد يكون ضارا كالعدم المطلق للعطف والعناية. الحب يتطلب تغذية مستمرة عبر تقديم المزيد من الوقت والجهد للاهتمام برفاهيته حتى يستمر نبض الأيام الجديدة بنكهة جديدة ومختلفة كل مرة تمر خلالهما!
وأخيراً، ربما لا نعرف بداية علاقتنا لكن نهايتها واضحة جدًا: فارق المكان أو الاختلاف الواسع بين الأفكار والقيم... نصف مهمتنا اليوم يتمثل في انتظار شخص لن يصل قط ونصفها الثاني عبارة عن كتابة رسالة مليئة بالحنين تجاه الغائب المستبعد الآن من قائمة الاحتمالات المحتملة ضمن مسيرة حياتنا المتعثرة حاليًا والتي تحتاج بشدة لعودته كي تستقيم الأمور وتختفي ظلال الظلام عنها بتقدم نور الشمس باتجاه الغروب التالي ودخول فصل جديد مليء بالتحديات الجميلة المصاحبة دوماً للانتصار الكبير المُقبل والذي سيكون شاهداً على قوة روحنا وصمود عزيمة قلوبنا المحرومة برحيله المفاجئ المدمر لكل مخططاتها الحميدة نحو حياة أفضل بإرادته ومعرفته وحده سبحانه وتعالى جل جلاله وبقدرته العظمى قادرٌ وحدَه بدون مشاركة أحدٍ معه مطلقاً....