- صاحب المنشور: الودغيري بن عيسى
ملخص النقاش:في مجتمعنا العربي التقليدي، تواجه المرأة تحدياً كبيراً يتمثل في تحقيق التوازن بين مسؤولياتها العائلية ومسيرتها المهنية. هذه القضية ليست مجرد نقاش نظري بل هي واقع يعيشه العديد من النساء كل يوم. من جهة، هناك الدور الحيوي الذي تلعبه الأمومة والعناية بالمنزل، ومن الجهة الأخرى الحاجة إلى تحقيق الذات والتطور المهني. يشكل هذا التناقض مصدر قلق كبير للعديد من النساء اللاتي يسعين لتشكيل مسار حياتي متكامل.
تتعدد الأسباب التي تدفع المرأة للتواجد في سوق العمل. قد تكون الضرورة الاقتصادية أو الرغبة في الاستقلالية الشخصية أو حتى الطموح لتحقيق الإنجازات المهنية. لكن هذه الخطوات غالبًا ما تتطلب تضحيات كبيرة على الصعيد العائلي. يصبح المنزل أقل تنظيماً والأطفال بحاجة لوقت أكبر مع والدتهم، مما يؤثر على الروابط الأسريّة وعلى جودة الحياة اليومية.
التحديات اليومية
العمل تحت ضغط الزمن هو أحد أهم التحديات. تحتاج المرأة إلى إدارة وقتها بكفاءة عالية لتلبية متطلبات عملها ورعاية عائلتها أيضاً. هذا يعني عدم وجود فترات راحة كافية يمكن أن تؤدي إلى التوتر والإرهاق. كما يمكن أن يتسبب الشعور بعدم القدرة على القيام بكل شيء بشكل مثالي بمستوى رضا كامل، سواء في العمل أو في البيت، بالإحباط والإجهاد النفسي.
دعم المجتمع والأفراد
للتخفيف من وطأة هذه التحديات، يلعب دور المجتمع والأسر والأصدقاء دوراً حيويا. دعمهم المعنوي والمادي يمكن أن يساعد المرأة في مواجهة التوقعات المتزايدة عليها. كذلك، من المهم أن يكون هناك تفاهم مشترك داخل الأسرة بأن مسؤولية رعاية الأطفال والحفاظ على المنزل ليست عبئاً على الأم وحدها ولكن هو واجب مشترك. بالإضافة لذلك، توفر بعض الشركات سياسات مرنة مثل ساعات العمل المرنة والتي تسمح للمرأة بإدارة وقتها بشكل أكثر فاعلية.
الحلول المحتملة
بعض النساء تختار تقليل ساعات عملهن أو البحث عن وظائف ذات جدولة مرنه. البعض الآخر يستغل تكنولوجيا الاتصال الحديثة لإدارة أعمالهم بعيدا عن مكان العمل مما يسمح لهم بإنفاق المزيد من الوقت مع أسرهم. وفي حالات أخرى، قد تقوم بتعيين خادمة منزلية لمساعدتها في الأعمال المنزلية. مهما كانت الخيار، فإن الهدف الرئيسي هو الوصول إلى حالة من التوازن تعطي الأولوية لكل جوانب حياة المرأة.
بشكل عام، موضوع "التوازن بين المسؤوليات العائلية والمهنية" ليس فريداً على العالم العربي ولكنه يقفز بقوة عند دراسة وضع المرأة العربية تحديداً بسبب الثقافة الاجتماعية المرتبطة بها.