تُعتبر العيون واحدة من أكثر سمات الوجه جاذبية وتعبيرًا. فهي مرآة الروح وتروي قصص المشاعر والعواطف. وفي الثقافة العربية والإسلامية، يتمتع وصف العيون بشهرة خاصة، إذ امتلأت أشعار العرب القدماء بدلالاتها ومعانيها المتنوعة. إليكم بعض المواصفات والمعاني المرتبطة بجمال العيون الأنثوية، مستشهدين بالأبيات الشعرية الشهيرة:
- دعج: تشير هذه الصفة إلى شدة سواد العين وبياضها وسعتها أيضًا. يقول كُثير عزة: "سوى دعج العينين والدّعج الذي به قتلتني حين أمكنها قتلي."
- حور: تعكس هذه الصفة شدة بياض العين وسطوعها الأسود المتميز. يُذكر وصف الحور في القرآن الكريم حيث تقول الآيات "(حور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون)". وتشير التعاليق العلمية إلى أن الحور تعني المرأة الشابة ذات الجسم الناعم والبشرة الفاتحة.
- برتاج: تُوصف العين البرتجاوية بسعة بياضها وحدقتها الواضحة والجميلة. ويورد المتنبي مثالًا مشهورًا لوصف الكحل الطبيعي حول محجر العين قائلاً: "قد قال صريع الغواني في العيون الكحلاء".
- نجلاء: هذا الوصف يدل على سعة واتساع العين وجمال شكلها العام. تُستخدم كلمة "نجلاء" لتوضيح اتساع ملامح الوجه بشكل عام وليس فقط للعين تحديدًا.
- فاترة: توصف العين الفاترة بأنها تحتوي على نوع من الدهشة والاسترخاء عند النظر إليها مما يشعرك بالسكون والاستمتاع المرئي.
- خاشئة: عندما تكون هناك نظرات خفية خاضعة بعيني امرأة جميلة، يمكن اعتبار ذلك جزءًا من جاذبية طلتها الخاصة كما نرى في أبيات شعرية عديدة مثل: "إنّ العيون التي في طرفها حورقتلننا ثمّ لم يحيين قتلانا...".
وفي هذا السياق، يجدر بنا القول إن جمال أي شيء ليس مجرد رأيًا شخصي بل إنه منحوت في تاريخ البشر وخبراتهم وتعابيرهم الأدبية والفنية المتنوعة عبر الزمن. فالجمال هدف نسعى جميعًا لتحقيقه والتعبير عنه سواء كانت الوسائل لذلك الأشعار والكلمات أم الفن التشكيلي والموسيقى وغيرهما الكثير!