- صاحب المنشور: فايزة الحنفي
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، زادت الأبحاث حول فوائد العمل التطوعي ليس فقط للمجتمع بل أيضًا للفرد نفسه. تشير الدراسات إلى أن الانخراط في نشاط تطوعي يمكن أن يكون له تأثيرات كبيرة على الصحة النفسية والرفاه العام للأفراد. هذا النوع من الخدمة المجتمعية يعزز الشعور بالانتماء للمجتمع ويحسن العلاقات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، يعمل كمصدر للدعم العاطفي ويوفر الفرصة للتعبير عن المرونة الشخصية.
بالنسبة للصحة النفسية، يوفر العمل التطوعي فرصة لتوجيه الطاقة الإيجابية نحو قضية ذات معنى، مما قد يساهم في تقليل مستويات القلق والاكتئاب. وفقًا لدراسة أجرتها الجمعية الأمريكية للطب النفسي، فإن الأفراد الذين يتطوعون لديهم معدلات أقل من الاكتئاب والقلق مقارنة بأولئك الذين لا يفعلون ذلك. كما يساعد العمل التطوعي في تعزيز احترام الذات والثقة بالنفس، حيث يشعر المتطوع بأنه قادر على المساعدة والتأثير الإيجابي في حياة الآخرين.
من الناحية الفيزيولوجية، ثبت أن العمل التطوعي يؤدي لتحسن كبير في الاستقرار الهرموني وتنشيط الجهاز المناعي. هذه العوامل تساهم جنبًا إلى جنب مع تحسين الحالة المزاجية في بناء حالة صحية أفضل ومنع العديد من الأمراض المرتبطة بالتوترات النفسية والجسدية.
بالإضافة لذلك، يعد العمل التطوعي فرصة فريدة لتعلم مهارات جديدة وإعادة بناء القدرات التي ربما فقدت بسبب الشيخوخة أو مرض أو غيرهما. وهذا يعني أنه حتى الأشخاص ذوي الظروف الصحية المعقدة يمكنهم المشاركة بطرق توفر لهم شعورا بالقيمة والإنجاز.
وفي المجمل، يُظهر العمل التطوعي كفاءته كاستراتيجية فعالة للحفاظ على صحتنا النفسية والعافية العامة. فهو يقوي الروابط الاجتماعية ويعزز الثقة بالنفس ويحارب الأعراض المؤلمة للإصابة بالاكتئاب والقلق. وعلى الرغم من أهميتها الكبيرة، إلا أنها غالبًا ما يتم تجاهلها ضمن البرامج الرسمية لرعاية الصحة. ولذلك، ينبغي التشجيع المستمر والدعم لهذه الجهود الإنسانية كرياضة روحانية للجسم والنفس.