• صاحب المنشور: أحمد الشرقي
  
  ملخص النقاش:
  في ظل الأزمات المتعددة التي يشهدها العالم اليوم، تبرز قضية تغير المناخ كأحد أهم التحديات الحالية والمستقبلية. يتسبب تحول الزراعة التقليدية نحو الممارسات غير المستدامة في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري، مما يؤدي إلى تأثيرات كارثية على النظام البيئي والكوكب ككل. هذا المقال يناقش العلاقة المعقدة بين الزراعة وتغير المناخ، ويستعرض الاستراتيجيات المحتملة للوصول إلى زراعة مستدامة تضمن الأمن الغذائي مع حماية البيئة.

تأثير الزراعة التقليدية على تغير المناخ

تعتبر الزراعة المصدر الرئيسي لانبعاث الغازات الدفيئة، حيث تسهم بحوالي ثلث الانبعاثات العالمية حسب دراسة أجرتها الأمم المتحدة عام 2021. يأتي هذا أساساً من قطع الأشجار لاستصلاح الأرض والزراعة المكثفة التي تتطلب استخدام الكثير من الوقود الأحفوري والأسمدة الكيميائية وإطلاق غاز الميثان أثناء إنتاج الحيوانات وتحللها. بالإضافة لذلك، تنتج البنية الأساسية للنقل والتخزين والتوزيع المرتبطة بالمنتجات الغذائية كميات كبيرة أخرى من الغازات الدفيئة.

ضرورة التحول نحو الزراعة المستدامة

لتعزيز جهود الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة، أصبح من الضروري تغيير الطريقة التي نزاول بها الزراعة. يمكن تحقيق ذلك عبر اعتماد تقنيات وممارسات أكثر استدامة مثل:

1. الزراعة الطبيعية: تشجع هذه الطريقة على المحافظة على التربة الصحية باستخدام العمليات الطبيعية بدلاً من الآلات والمواد الاصطناعية. تعتمد الزراعة الطبيعية أيضاً على التنوع البيولوجي لتعزيز الصحة العامة للمزرعة والحفاظ عليها.

1. إدارة المياه الفعالة: تحسين كفاءة الري وإعادة تدوير مياه الصرف العضوي لتقليل هدر المياه وتوفير الطاقة المستخدمة في المضخات.

1. التدوير والتقليل من الهدر: إعادة استخدام مخلفات الطعام النباتي والصناعي لإنتاج سماد عضوي عالي الجودة واستخدامه في تعزيز خصوبة التربة. كما يساعد تقليل فقد المنتجات الغذائية بعد الحصاد في تقليل بصمتها الكربونية.

1. التحول نحو نظام غذائي أخضر: قد يقتضي الأمر تغيراً في أنماط استهلاكنا للمنتجات الغذائية نحو خيارات أقل بروتين حيواني وأكثر نباتية، وذلك بناءً على نتائج عدة دراسات أثبتت إنخفض footprint الكربوني لهذه الخيارات مقارنة بأخرى اللحوم الحمراء والبروتينات الحيوانية الأخرى.

تحديات التنفيذ والاستراتيجيات المقترحة

بالرغم من فوائد الانتقال للزراعة المستدامة، إلا أنها تواجه العديد من العقبات العملية والمعنوية. ومن أبرزها:

* تكلفة التحول الأولية: قد تكون تكاليف الانتقال مرتفعة بالنسبة لأنواع محددة من المزارعين أو مناطق جغرافية خاصة وقد تستغرق فترة طويلة لتحقيق العائد الاقتصادي منها.

* العادات والثقافات القديمة: ربما تصبح مقاومة بعض المجتمعات للأفكار الجديدة حول الزراعة وصناعة الغذاء بسبب عوامل ثقافية واجتماعية تاريخية.

لحل تلك المشاكل، يمكن اتخاذ الخطوات التالية:

* الدعم الحكومي: تقديم دعم مادي وفني للمزارعين الذين يرغبون في التحول لممارسات أكثر استدامة للتخفيف من أعباء التكلفة الأولى.

* البحث والتوعية: إجراء المزيد من البحث العلمي لبناء قاعدة بيانات تساعد المدافعين عن البيئة والشركات المصاحبة لاتخاذ القرارات المستندة للحقائق البيئية. وكذلك نشر معلومات واسعة عن مزايا الزراعة المستدامة للقضاء على المفاه