تُعتبر سوق العقارات في دولة الإمارات أحد أكثر القطاعات ديناميكية وجاذبية للاستثمار في المنطقة. تشهد هذه السوق تغيرات مستمرة تتأثر بعدد من العوامل المحلية والدولية. سنستعرض في هذا المقال أهم اتجاهات أسعار العقارات الحالية وتوقعاتها للمستقبل، مع التركيز على الجوانب الرئيسية التي تؤثر عليها مثل القوانين الحكومية، الطلب والاستثمار الأجنبي، والبنية التحتية المتطورة.
تشكل دبي و أبوظبي مركز الاهتمام الرئيسي لسوق العقارات في الإمارات بسبب تنوع المشاريع الاستثمارية فيهاما بين الفاخرة والميسرة. شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الطلب على الشقق والفيلات، خاصةً تلك المطلة على الواجهة البحرية ذات التصميمات الحديثة. وفقاً لتقارير مؤسسة "بروبرتي فايندر"، سجلت متوسط أسعار الشقق في دبي نموا بنسبة %5 مقارنة بالعام الماضي، بينما ارتفع سعر القدم المربع للفلل بمعدل %8.1 خلال نفس الفترة الزمنية.
تأثير السياسة الحكومية واضحٌ أيضًا؛ فقد أدخل مجلس الوزراء قانون ملكية غير مواطني الخليج للعقارات الحرّة منذ عام 2002 مما فتح الباب واسعاً أمام رؤوس الأموال الخارجية والسياحة الدائمة. بالإضافة إلى ذلك، توفر الإمارتين حوافز ضريبية وبرامج دعم خاصّة لمشتري المنازل لأول مرة مما يعزّز القدرة الشرائية للسكان المحليين ويحفزهم لشراء الوحدات السكنية بدلاً من تأجيرها فقط.
إلى جانب السياسات الحكومية المواتية، تلعب البنية التحتية دور كبير أيضا بتحديد حركة الأسعار. يوفر مشروع مترو دبي وأنظمة النقل العام الأخرى سهولة الوصول لجميع مناطق المدينة الصناعية والتجارية والسكنية بها مما يشجع الأفراد والشركات alikeعلى استقرار هناك. كذلك، تعمل الحكومة بكثافة على تطوير مرافق تعليمية وتعليم عليا جديدة ضمن خطتها العمرانية. كل هؤلاء عوامل تساهم بشكل مباشر وغير مباشر بإضافة قيمة العقارات داخل الدولة وخارجها أيضاً نظرًا لحضور إماراتيون بارزون عالميًا كمراكز جذب اقتصادي وثقافي رئيسيه لها .
في حين تبدو المؤشرات قصيرة المدى مشجعة بالنسبة لعشاق العقار, إلا أنه ينبغي أخذ الاعتبار للعوامل العالمية المرتبطة بصناعة النفط والتي قد تضغط على الاقتصاد الوطني بالتالي تقليل معدلات الربحية والإقبال عليه لفترة مؤقتة حتى التعافي منها مجددًا. لكن رغم وجود بعض المخاطر, يبقى قطاع العقارات في الإمارات محل اهتمام الكثيرون لما يتمتع به من خصائص جذابة تجعل منه خيار مثالي للاستثمار الآمن وطويل الامد نسبياً اليوم وغداً إن شاء الله تعالى!