منظمة الكوميسا: رؤية استراتيجية نحو تكامل الاقتصاد الأفريقي

تُعدّ منظمة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (COMESA) واحدة من أهم المنظمات الإقليمية التي تسعى لتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء فيها. تأسس

تُعدّ منظمة السوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا (COMESA) واحدة من أهم المنظمات الإقليمية التي تسعى لتحقيق التكامل الاقتصادي بين الدول الأعضاء فيها. تأسست هذه المنظمة في العام ١٩٨١ بهدف تعزيز التجارة الحرة والاستثمار المتبادل بين دول المنطقة. تضم حالياً خمس وعشرين دولة عضو مقرها الرئيسي في لوساكا عاصمة زامبيا.

تهدف منظمة COMESA إلى تحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية التي تتماشى مع رؤيتها لتطوير اقتصادها القاري بشكل شامل. أولاً، تعمل المنظمة بنشاط على تنسيق السياسات التجارية والدعم للتجارة البينية داخل البلدان الأعضاء. وهذا يشمل إلغاء الرسوم الجمركية والحواجز غير الجمركية أمام حركة البضائع والأفراد ورؤوس الأموال عبر الحدود الوطنية. كما أنها تدفع باتجاه اعتماد المعايير الموحدة للمنتجات وخدمات النقل والتوافق القانوني حول إجراءات الملكية الفكرية لحماية الابتكار والإبداع المحليين.

ثانياً، تولي منظمة COMESA اهتماماً كبيراً بتعزيز الاستثمار وتنمية القطاعات الرئيسية للاقتصاد مثل الزراعة والصناعة والسياحة والنقل والبنية الأساسية الرقمية. ومن خلال تشجيع الشراكات الخاصة والعامة، تساهم المنظمة في خلق بيئة مواتية للاستثمارات الجديدة والمبتكرة والتي يمكنها تحفيز نمو الوظائف وخلق فرص عمل جديدة للمواطن الأفريقي. بالإضافة لذلك، فإنها توفر الدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs)، كونها ركيزة أساسية للاقتصاد الأفريقي وصانعة رئيسية للعائد الاجتماعي والاقتصادي.

كما تقدم منظمة COMESA دعمها للدول الأعضاء فيما يتعلق بإدارة موارد المياه والنقل البرّي والجوي ومرافئ الموانئ البحرية - كل ذلك ضمن إطار استراتيجيتها الشاملة لجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية وتعزيز القدرة التنافسية للقطاع الخاص المحلي. وبالتالي يساهم هذا العمل في تقليل الاعتماد السلبي على المساعدات الدولية وتحقيق الاكتفاء الذاتي والعوامل المؤدية إلى ازدهار مستدام.

وفي النهاية، تُظهر منظمة COMESA قوة وكفاءة كبيرة عندما يأتي الأمر بمناقشة قضايا مهمة مثل السلام والأمن وحقوق الإنسان. فهي تلعب دوراً نشطاً في الحد من الصراعات وتعزيز حلول سلمية طويلة المدى مما يحقق الاستقرار السياسي اللازم لإنجاز مشروعات إنمائية ناجحة. لذلك، تعد جهود تلك المنظمة مثال ممتاز لما تستطيع الحكومات والمجتمع الدولي تحقيقه عند التعامل بروح الأخوة والترابط خدمة لمصلحة الجميع وليس فقط مصالحهم الذاتية الضيقة.

بهذه الطريقة، تمتلك منظمة الكوميسا آلية فعالة لدعم التقدم المستقبلي لأفريقيا وهو ما يضمن لها مكانة بارزة وسط الأحلاف الأخرى للأمم المتحدة وغيرها ممن يعملون أيضاً على تطوير القارة السمراء.


عبد الإله الزموري

10 مدونة المشاركات

التعليقات