- صاحب المنشور: راضي الدمشقي
ملخص النقاش:مع انتشار وباء كورونا عالمياً، اضطر العديد من المؤسسات التعليمية إلى التحول المفاجئ نحو التعلم عبر الإنترنت. هذا التحول غير المتوقع لم يكن خاليا من التحديات ولكن أيضا فتح فرصاً جديدة أمام قطاع التعليم. سنتناول هنا بعض هذه التداعيات التي خلفتها الجائحة وكيف يمكن لهذه التجربة أن تشكل مستقبل التعليم الإلكتروني.
التحديات الرئيسية:
الوصول إلى التقنية والاستقرار الشبكي:
أبرز تحدي واجهه العديد من الطلاب والمعلمين هو عدم القدرة على الوصول إلى الأجهزة المناسبة للتعلم الافتراضي أو شبكة إنترنت مستقرة. يواجه الكثير من الفقراء والحضر الذين يعيشون خارج المدن المركزية مشكلة تحصل حادثة من الوصول إلى الإنترنت عالي السرعة أو حتى وجود جهاز كمبيوتر شخصي. كما أدى الزيادة الكبيرة في استخدام الإنترنت خلال فترة الحجر الصحي إلى تباطؤ الشبكات المحلية مما أثر سلبيًا على جودة الدروس الافتراضية.
التعامل مع القلق النفسي والتواصل الاجتماعي:
جانب آخر مهم وهو التأثير العقلي والنفس الاجتماعي للحياة المعزولة. فقدان الروتين اليومي المعتاد للمدرسة والمشاركة الاجتماعية له تأثير عميق خاصة عند الأطفال والشباب. بالإضافة لذلك، فإن العزلة قد تزيد الضغط الأكاديمي وتسبب زيادة في حالات الإكتآب واضطراب القلق وغيرها من المشاكل الصحية النفسية.
الاستعداد الفني والإداري للجهات التعليمية:
كان لدى معظم المدارس والكليات أقل وقت للاستعداد لهذا التحول الكبير مقارنة بالجامعات الأكثر تقدمًا تكنولوجيا والتي كانت أكثر استعدادا لتوفير التعليم عن بعد منذ سنوات. وكان عليهم تطوير سياسات وإجراءات جديدة بسرعة، بما يشمل كيفية تسجيل الدخول الآمن للتلاميذ وأنظمة إدارة البيانات الجديدة ولوائح الامتحانات الجديدة. وهذا يتطلب تدريب كبير لفريق العمل داخل الجامعة لضمان التنفيذ الناجح لهذه السياسات الجديدة.
الفرص الواعدة:
على الرغم من الصعوبات، هناك جوانب إيجابية ظهرت أيضًا بسبب هذه الظروف الغير مسبوقة:
تكافؤ الوصول للأكاديميين:
يتيح التعلم الإلكتروني الوصول العالمي المحتمل لكل طالب بغض النظر عن موقعه الجغرافي. وقد ساعد ذلك الأشخاص المقيمين في المناطق الريفية البعيدة أو الدول ذات الموارد المحدودة لتحقيق مستويات تعليم أعلى كان يصعب تحقيقها سابقا. كما أنه يوفر فرصة أكبر للشخص ذو الاحتياجات الخاصة لإثبات مهاراتهم أكاديمياً بدون أي حدود مكانية تقريبا.
المرونة والأوقات العملية للإنجاز الأكاديمي:
يمكن الآن تنظيم المواد الدراسية بطريقة مرنة تسمح بتوزيع الوقت بين العمل والدراسة وفقا لرغبة كل طالبة وطالب بعيدا عن قيود ساعات الذهاب إلى الصف مباشرة حيث يمكن ضبط الجدولة حسب احتياجات الشخص الشخصية والإنتاجية الشخصية أثناء تلك الفترة. وهذا يعني قدرة أفضل على التركيز على الموضوع المكتسب الجديد واستيعابه جيدا قبل الانتقال إلى المواضيع التالية بهدوء ودون ضغط زمني.
البحث والتطور التقني المستمر:
كان لابد للعالم العلمي والتقني مواصلة بحثهما حول طرق تقديم محتوى فعالة ومبتكرة عبر الشاشة الصغيرة - سواء كان فيديو مباشر أم جلسات دردشة افتراضيه أم اختبارات رقمية متقدمه أم مواقع تعليم رائدة مثل Coursera, Udacity إلخ... مما جعلنا نشهد نقلة نوعية كبيرة فيما يتعلق بكفاءة المعلومة المقدمة وجاذبية طريقة عرضها وفوائد الحصول عليها بصورة منظمة ومنظمة بدلاً من الاعتماد الماضي على الوصف الكتابي فقط والذي غالباً ماتكون فيه المعلومات المجردة محبطة بالنسبة لكثير ممن لا يتمتعون بمستوى عالٍ من الخيال