- صاحب المنشور: منصور الموريتاني
ملخص النقاش:
في محيط الكون الواسع والغامض، تعد دراسة دورات الحياة للنجوم أحد أهم المجالات البحثية. تبدأ رحلة النجم كسحابة هائلة من الغاز والغبار تسمى "السديم". مع مرور الزمن، تتعرض هذه السحب للتجمع نتيجة الجاذبية، مما يؤدي إلى خلق مناطق ذات كثافة عالية. عندما تصبح الضغط الحراري لهذه المناطق مرتفعاً بما يكفي، يمكنها البدء في عملية الاندماج النووي - وهي العملية التي تقوم بها الشمس اليوم أيضًا.
مرحلة البروتو نجم
تعتبر مرحلة البروتو نجم هي الأولى في حياة النجم والتي تحدث مباشرة بعد تشكيل نواة كثيفة من المواد غير المشبعة بالطاقة الحرارية. خلال هذه الفترة القصيرة نسبياً، يبدأ ضغط الجاذبية الداخلي بالتسبب في ارتفاع درجة حرارة المركز حتى يصل إلى مليون درجة مئوية تقريباً. عند هذا الحدث يسمى "الإشعال"، حيث يتمكن الهيدروجين من الانصهار ليتحول إلى هيليوم. وهذا الإطلاق المفاجئ للموجات الكهرومغناطيسية يشكل ظاهرة شاهدتها البشرية منذ القدم ونعرفها الآن باسم "النجوم الوليدة" أو الأضواء المتوهجة في الليل.
مرحلة الشابة والشمس مثلًا لها
بعد مواجهة تحديات بداية حياتها الصعبة، تدخل النجوم غالبية عمرها كمجموعة عادية من النجوم تُسمَّى "الشباب". بالنسبة لشمسنا المجيدة، فإنّها تخضع حاليا لهذا النوع من الدورة العمرية حيث تستمر حوالي 11 مليار سنة أخرى قبل الوصول لنقطة النهاية المحتملة. وفي الوقت الحالي، تحول شمسنا كتلتها نحو الهيليوم عبر التفاعل بين ذرتي H2 لتكوين He4، بينما تطرد الطاقة على شكل فوتونات موجات كهرومغناطيسية نراها كنورٍ طبيعي نهارا وليلا فوق سطح الأرض والحياة الأخرى حول مجرة درب التبانة الواسعة والمليئة بالألغاز الخفية والمجهولة للحاضر والعصور القادمة القريبة منها والمعاصرة والمستقبل المنظور المنظر.
النهايات المختلفة: العملاق الأحمر والكواركات السوداء
مع اقتراب نهاية أي نوع من أنواع النجوم حسب حجمه وكتلته؛ فإنه يتطور ليصبح عملاقا أحمر منتفخاً مهددا بتدمير النظام الشمسي بأكمله إذا كان قريب منه كما حدث مؤخراً للنظام الثنائي Betelgeuse الذي قد يدفن نفسه داخل مجموعتنا الشمسية مستقبلاً بشكل مفجع لذلك فهو يستحق الدراسة الدقيقة والسريعة لاتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد العواقب الوخيمة لهذة الظروف الحرجة. أما الأقل حجماً فقد ينزلق باتجاه حالة عجيبة اسمها "الكوازار الأسود" وهو جسمٌ خالي من كل شيء باستثناء الثقوب السوداء متناهية الصغر. هنا تتوقف جميع عمليات الاندماج النووي وتختفي بذلك القدرة على إنتاج المزيد من الفوتونات وبالتالي الموت الحتمي لكل الكائنات البيولوجية وغير البيولوجية الموجودة ضمن مجال جذب ذلك الجسم الخارج عن طوق السيطرة المعتادة للأهداف الفلكية المحلية لدينا وذلك يحدث لكوكبات ومجموعات نجوم مشابهة لبعضُها البعض ولكن خارج حدود دوران أرضِنا الفقيرة مقارنة بقوة جاذبيتها الهائلة المقاسة بالإشعاع الكهرومغناطيسي المكبوت بإيقاف عمل عمل وظائف أعضاء خلايا الكائن الحي المؤشر عليه بالملاحظة العلمية. إنه عالم واسع وغني بالعجائب قد يفهم جزء بسيط منه بشرنا اليوم ولكنه سيظل لغزا لم تمحُه المعرفة الإنسانية مهما بلغ المستوى المتحضر الذي وصل إليه الإنسان الآن.