العوامل المؤثرة في البيئة التسويقية: الداخليّة والخارجيّة

تُعدّ دراسة العناصر المؤثرة في البيئة التسويقيّة خطوة أساسيّة لفهم سلوك السوق واستراتيجيات الشركات الفعالة. يمكن تقسيم هذه العوامل إلى قسمين رئيسيين:

تُعدّ دراسة العناصر المؤثرة في البيئة التسويقيّة خطوة أساسيّة لفهم سلوك السوق واستراتيجيات الشركات الفعالة. يمكن تقسيم هذه العوامل إلى قسمين رئيسيين: بيئة تسويقيّة داخليّة وبيئة تسويقيّة خارجيّة. ستناقش هذه المقالة مفصلاً كلٍّ من هذين النوعين مع أمثلة متعمقة لتوضيح تأثيرهما على اتخاذ القرارات التجاريّة الناجحة.

١. البيئة التسويقية الداخليّة: قوى داخل منظمة العمل

تتأثر المنظمة بسلسلة من القوى التي تعمل ضمن حدودها مباشرةً، وتسمّى عادة بالبيئة الداخلية للتسويق. تتضمن هذه العوامل ما يلي:

أ - المنتَج/الخدمة:

إن الجودة والمزايا التنافسية ومنطق الاستخدام للمنتج أو الخدمة هي عناصر حاسمة تؤثر بشكل مباشر على استجابة العملاء لها. مثلاً، قد تتميز شركة "آبل" بجودة منتجاتها وإمكاناتها المتطورة مقارنة بمنافسيها، مما يساهم في زيادة ولاء عملائها بسبب تجربة استخدام فريدة ومتميزة.

ب - المواهب البشرية والإدارة التنفيذية:

يمثل العنصر البشري ركيزة مهمة لأداء الشركة؛ فالمديرون والمتخصصون ذوو المهارات الفائقة هم المحرك الرئيسي لتحقيق النجاح المستدام. تشتهر شركات مثل "مايكروسوفت" و"غوغل" باستقطاب أفراد بارزين يضيفون قيمة كبيرة لأعمالهم عبر الابتكار وحل المشكلات المعقدة.

ج - الإستراتيجية الرقابية والقوانين ذات الصلة:

تلعب الأنظمة الحكومية دورًا حيويًا في تنظيم الأسواق وضمان العدالة التجارية. فعلى سبيل المثال، فرض الضرائب والمعايير الصناعية يقيدان حرية بعض الأعمال لكنّهما يحميان أيضًا حقوق الجمهور ويحافظان على المناخ المناسب لنمو الاقتصاد الوطني.

د - القدرة المالية والبنية التحتية التقنية:

تعكس قدرة المؤسسات المالية وبنيتها التكنولوجية مدى مرونة عملياتها ونطاق توسعاتها مستقبلاً. تستثمر شركات كبرى كمجموعة "أرامكو السعودية"، بكثافة في البحث والتطوير للحفاظ على ريادتها العالمية وزيادة حصتها السوقية.

٢. البيئة التسويقية الخارجيّة: عوامل غير تابعة للشركة مباشرةً

تشمل البيئة الخارجية مجموعة متنوعة ومتغيرة باستمرار من الظروف الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والتي قد تحول دون تحقيق هدف معين حتى لو كانت الخطة مدروسة جيدًا مسبقا. إليك أهم تلك العوامل:

أ - الوضع السياسي والاجتماعي:

يمكن لحالات عدم الثبات السياسية والأزمات الاجتماعية التأثير بشدة على الطلب العام ومزاج الجمهور تجاه علامات تجارية محددة. شهد العالم مؤخرًا تراجع شعبية بعض اللاعبين الدوليين عقب تصرفات سياسية أثارت غضب المستخدمين وردود فعل واسعة الانتشار ضد منتجاتهم خدمة لهم رسائل انتقاد حادة وصلبة بشأن مواقفها المثيرة للجدل سياسياً واجتماعياً.

ب - الحالة الاقتصادية والتغيرات السكانية:

يتذبذب أداء الاقتصاد بناءً على مستوى الدخل القومي وعوامل أخرى مرتبطة بنمو القطاعات المختلفة وأعداد سكان المناطق المستهدفة بالسوق. خلال فترة جائحة كورونا الأخيرة تغير نمط الإنفاق العالمي بالنسبة للمستهلك النهائي وفقاً لقواعد جديدة ترجمت بدورها حاجاته وسلوكياته اشترائية الجديدة للسلع والعروض المقدمة له سواء أكانت ماديه ام خدماتيه .

ج - الثقافات الفرعية وأنماط حياة الأفراد:

تساهم ثقافة المجتمع وظروف حياته اليوميّة بتشكيل توجهات المستهلك نحو أنواع مختلفة من المواد المغذِّية لمختلف احتياجاته النفس والجسد وكذلك المُرضِيات الأخرى منها الترفيه والاسترخاء وغير ذلك الكثير.. وهذا يعطي فرصة ممتازة للشركات المصنعه للمنتجات ان تستخدم هذا العلمسالاعتماد عليها فى تطوير تصميم المنتج الخاص بها بما يناسب طبيعة واحتياجاتtarget market الخاصة بهم لإيجاد نقطة تماس بين موقع طرح المنتجات وفئات مجتمعينة الأكثر حساسية لهذه الأمور وستلاحظ بالتأكيد وجود فرق كبير فيما تمليه عليهم مشتريات تلك الفئاه مقابل خيارات غير مصممه خصيصا خصيصاً للاستهداف الذكي ودراسه تفضيلات الزائر المتحمس لشراء سلعه معينه حسب رؤيته الشخصية للعيش الجميل !!

من الواضح بأن فهم كلتا نوعيتيْ بيئة الفعل التسويقي هو أمر بالغ الخطورة لكل صاحب عمل طامح باقتصاد عصره الحديث وذلك كي يتمكنوا من وضع توقعات دقيقة حول كيفية تعامل منافسين محتملين وضمان نجاح مساعيهم للتوسيع والمحافظة علي مكانه سوقيه راسخه ومعرفة ماذا يحدث خلف الكواليس ولمدى عمقه وكيف يؤديالتغيير فيها الي تغيرات بالمحيط المقابل ايضا!


كريم الوادنوني

8 مدونة المشاركات

التعليقات