تلعب كلٌ من إدارة التسويق والإدارة المالية أدوارًا حيوية ومكمِّلة في نجاح أي مؤسسة تجارية. فبينما تركز الأولى على جذب العملاء وتعزيز الوعي بالمنتجات، فإن الثانية تتولى مسؤولية الحفاظ على الصحة المالية والحصول على موارد فعالة لإدارة الشؤون اليومية والاستثمار المستقبلي. هذا التعاون الوثيق بين هذين الجانبين يعد أمرًا ضروريًا لبقاء المؤسسات وتحقيق مكاسب طويلة الأجل.
تشترك هذه الإدارتان بشكل كبير في هدف مشترك وهو تحسين وضع الشركة ودفع نموها نحو الأمام. تقوم إدارة التسويق بذلك عبر خلق قيمة لدى العملاء وأصحاب المصلحة الآخرين، بينما تضمن الإدارة المالية وجود سيولة نقدية كافية وتمويل فعال للاستراتيجيات التشغيلية والتسويقية. يؤدي الربط الناجح بينهما إلى بيئة أعمال أكثر تماسكاً وتنافسية.
ومن منظور تفصيلي أكثر، يمكن تلخيص مجالات التقاطع الرئيسية كما يلي:
- تأثير القرارات التجارية: غالبًا ما ترتبط قرارات إدارة التسويق مثل تحديد أسعار المنتجات ونقاط طرحها بالسوق مباشرة بموازنة الإدارة المالية للعائد مقابل المخاطر. تعكس هاتان الدورتان الاقتصاديتان مدى تأثير بعضهما البعض داخل المنظومة الأكبر للإدارة المتكاملة.
- رصد وفهم السوق: تستند استراتيجيات التسويق الحديثة إلى بيانات دقيقة حول سلوك الزبائن واتجاهات السوق العالمية المحلية. لذلك، تعد مراقبة الوضع المالي العالمي منطلق مهم لهذه الخطوط البحثية التحليلية التي تساعد بدورها عند اتخاذ الخطط الخاصة بالتوجه المستقبلي للشركة.
على سبيل المثال، قد تقوم شركة مبتكرة جديد بفكرة فريدة لكن بدون خبرة كبيرة في مجال العمل الخاص بها بخوض حملات تسويقيَّة واسعة قبل حتى البدء بالإنتاج الذاتي مما يستنزف مخزون رأس المال لديها ويسبب خسارة مؤلمة لو كانت قد أخذت رأياً مالياً متخصصاً أولاً بشأن الجدوى والقابلية للبيع والفترة المضمونة لاستدامتها مادياً. ومن ثم جاء دور "الفريق" هنا!
بهذا المعنى، يجب اعتبار اتفاق المصالح بين قسمَيْ الإدارة هؤلاء أساسيان ولا غنى عنهما لضمان سير رحلتك التجارية وفق مسارات آمنة وثابتة - خاصة ضمن بيئات اقتصاد عالمي مضطربة-.