- صاحب المنشور: حاتم اليحياوي
ملخص النقاش:
في عالم اليوم الذي يتسم بتسارع التغيرات التكنولوجية، أصبحت التقنيات الرقمية جزءاً أساسياً من العملية التعليمية. هذه الحقبة الجديدة قد فتحت أبوابا جديدة للتعلم والتواصل العالمي لكنها أيضاً سلطت الضوء على فجوة رقمية متزايدة بين البلدان المتقدمة والمناطق الناشئة. هذا الانقسام ليس مجرد مشكلة تكنولوجية؛ بل هو قضية اجتماعية واقتصادية ذات تداعيات طويلة المدى تتعلق بالوصول العادل إلى المعرفة والثروة.
**أزمة الوصول إلى الإنترنت**
يبدأ الأمر بوجود الفجوات الكبيرة في الوصول إلى خدمات الإنترنت عالية السرعة. وفقاً لتقرير الأمم المتحدة لعام 2019، فإن حوالي 3.6 مليار شخص حول العالم -أو 47% من سكان العالم- غير قادرين حاليا على استخدام الإنترنت بسبب عدم توفره أو ارتفاع تكلفته. غالبا ما تقع معظم هذه المناطق خارج البلدان الغنية والتي تميل إلى الاستثمار أكثر بكثير في البنى الأساسية للتكنولوجيا الحديثة مثل كابلات الألياف الضوئية وجدران القياس النطاق العريض. هذه الحالة ليست فقط مقلِصة للموارد ولكنها أيضا تقيد القدرة على المنافسة العالمية وتؤدي إلى زيادة الهوة الاقتصادية.
**تأثيرات التعليم الرقمي**
على الجانب الآخر، فرض جائحة COVID-19 تحدياً جديداً عندما اضطرت العديد من المدارس والمعاهد إلى التحول نحو التعلم الإلكتروني. بينما كان بعض الطلاب مجهزين بمعدات حاسوبية جيدة ومنافذ إنترنت مستقرة، واجه آخرون عقبات كبيرة. فقد كانت هناك حالات حيث لم يكن لدى الأطفال حتى جهاز كمبيوتر واحد يستخدمونه مع عائلاتهم الكبيرة مما يجعل الدورات الافتراضية غير قابلة للتنفيذ. بالإضافة لذلك، تحتاج المواد الدراسية المتاحة عبر الإنترنت عموما إلى فهم اللغة الإنجليزية التي تعد حاجزًا كبيرًا بالنسبة لأولئك الذين لا يجيدونها.
**دور الحكومات والشركات الخاصة**
تلعب الحكومة دوراً محورياً في سدّ الثغرات الرقمية. يمكن للحكومات تقديم دعم مالي مباشر للأسر المحتاجة لشراء الأجهزة والحصول على اشتراكات الإنترنت. كما ينبغي عليها تشجيع الشركات المحلية والعالمية للاستثمار في شبكة اتصالات أفضل خاصة في الريف والأماكن النائية. من ناحيتها، يجب على القطاع الخاص التأكد بأن المنتجات الخدمات المقدمة سهلة الوصول ومتوافقة مع البيئات الثقافية المختلفة.
إن مواجهة هذه التحديات تتطلب رؤية مشتركة وتعاوناً دولياً واسع النطاق. يجب أن نعمل جميعا لكسر الحواجز أمام التعليم الجيد وتوفير الفرص لتحقيق المساواة الحقيقية بغض النظر عن الموقع الاجتماعي أو الجغرافيا.