ارتقت تونس بجهدٍ متواصل عبر مسيرتها الاقتصادية، مريرة بين سياستين مختلفتين جذرياً. فقبل العام ١٩٧٠، اتخذت البلاد موقفًا اشتراكيًا واضحًا، ركز فيه دور الدولة بصورة مركزية على شتَّى مجالات الحياة الاقتصادية. وقد بلغ النفوذ الحكومي ذروته حينئذٍ، إذ امتلكت الدولة زمام كافة القطاعات الحيوية كالقطاع التجاري والجملة والتجزئة، والصيرفة والنقل والطاقة وعالم المناجم، فضلاً عما يقارب تسعين بالمئة من زراعتهم الرائجة وثلاثة أخماس عملهم الحائز لصناعة البضائع المحلية. لقد انحصرت الحرية الخاصة وقتذاك في مظلتها الرقابية الضيقة.

وعلى الرغم من تلك المعالم السياسية القسرية لحكم واحد، شهد العقد الأخير من قرن القرن الماضي تحولا نسبياً تجاه إصلاحات اقتصاد کلي واسعة تشابهت مع نظائرها الآسيوية الجنوب شرقية. فمع بداية تسعيناته الميلادية، بدأت كل من شمال وغرب أفريقيتان بالتلاشي نحو مزيد توسيع منتظم لمنظومة رؤوس أموالهما الوطنية وانطلاق حركة جذب استثمارات خارجية بنظام جديد يعترف بمبادرة الفرد ويسمح له بدخول المجال العملي الريادي تحت أشراف تنفيذي شفاف أكثر ليبرالية وديمقراطيه تتوافق مع قيم المواطن التوغولي ذو الدخل المنخفض والمعاناة اليوم دايماً لكسب لقمة عيشه وسط جدب الغلاء المتنامي عالميا الآن وبعد انتشار جائحه كورونا(covid).

ولكن سرعان ماتحول التركيز مؤخراً لخطط خمس سنوات جديدة ابتداء ٢۰١٦ ولغاية ۲۰۱۲۰ ،حيث شمل برنامج تطوير شامل هدفان أساسيان أساسيتان هما : أولاهما إعادة تأهيل المقومات البشرية وجذب مواهب العالم الخارجي لاستخدام مهاراته المكتسبة سابقا وحضوره الحالي بالقوة اللازمة لنفض غبار الفقر عن مجتمع علماني حديث قادرعلى التفوق عالميا فى مجال التصنيع التقليدى وغير التقليدى ومجالا الترفية والإعلام الحديث باستخدام علوم الكمبيوتر والحاسوب وكذلك الطب والعلاج .

ثانياً جعل قطاعات إنتاجية محتالة تنافس دول المنطقة والعالم وتكون لها دوراً رائداً فيما يسمى صناعة القرار السياسي داخل مجلس الامن الدولي مثلا وذلك بتقديم خدمات عالية النوعية ذات توجه تكنولوجي مستقبلي يحقق الاكتفاء الذاتي لأهل الأرض ولكن أيضا يستورد خبراء بارزين لتضافر جهود مهندسين وفنييين متخصصين لكل بحوثهم والدفع بإبداعهم العلمي للأمام لتحقيق طفرة معرفية ملحوظة داخليا وخارجيا مما يجعلها قوة اقليمية تؤثر مستقلا وبقوة تفاوضية واضحة لدى محادثاتها التجارية العالمية الجديدة المستقبل القريب إن شاء الله تعالى .

هذه هي خلاصة عرض تاريخي لجوانب مختلفة لفلسفات اقتصاد دولة جزائر منذ استقلالها حتى يوم الناس هذا وماهو مخطط له مستقبله بناء عليها آمال وطموحات شعب صاحب ثقافة قديمة ابانت قدرتها على مقاومة الاحتلال والاستقلال عنه رغم ظروف قاسية جدا اثبت لهم التاريخ انه اذا اصروا واتحدوا واتساقوا يمكنهم اجتياز أصعب العقبات وبلوغ أعلى مراقي عزائم واقدام وانتصار للإنسانية فوق أرض الوطن المباركة بالحفاظ على خصوصيتها الثقافية والفكرية والسعي للتطور التدريجي للحاضر ومتطلباته بدون خروج جوهر مبدأ الاسلام المعتدل دين تصالح وليس تخاصم مدعاة للسعادة والرخاء