تحظى الصناعة البتروكيماوية بمكانة بارزة في الاقتصاد الحديث، كونها أساس العديد من القطاعات الحيوية مثل الطب والغذاء والزراعة والبناء والإنتاج اليومي للمنزل. يعتمد هذا الفرع الصناعي على مادتين رئيسيتين هما النفط والغاز الطبيعي، وهما مصدران غنيان بالهيدروكربونات - وهي المركبات التي تحتوي على ذرات الهيدروجين والكربون. نتيجة لذلك، تعمل الصناعة البتروكيماوية كمولد رئيسي لمجموعة متنوعة من المنتجات الضرورية للحياة الحديثة.
تعود جذور الصناعة البتروكيماوية إلى القرن الماضي، مع ظهور تقنيات التكرير الأولى لتكرير النفط الخام وإنتاج مجموعة من المنتجات ثانوية. وفي حين تم استخدام بعض هذه المنتجات في الأصل لأغراض إضاءة وتموينية، إلا أنها سرعان ما ثبت أنها قيمة كمواد أولية لصناعة باقة متزايدة من المنتجات الاستهلاكية والتجارية. ومنذ الثلاثينيات وحتى يومنا هذا، تطورت الصناعة البتروكيماوية بسرعة هائلة، مما جعلها جزءاً أساسياً من اقتصاد العالم المعاصر.
تأخذ الصناعة البتروكيماوية أشكال مختلفة؛ فهي تشمل كل شيء بدءًا من إنتاج المواد الأولية الخام حتى تصنيع المنتجات النهائية الجاهزة للاستخدام المباشر. يشهد قطاع إنتاج المواد الأولية نموا سريعاً بسبب زيادة الطلب المحلي والعالمي عليها. أما الجانب الثاني – وهو تحويل تلك المواد الأولية إلى منتجات نهائية قابلة للتطبيق التجاري - فهو مجال يستوعب عددًا هائلاً من المشاريع والصناعات المختلفة.
ومن أهم فروع التطبيق لهذه الصناعة:
- المجال الطبي: يلعب دور حيوي بتزويد الأدوية الأساسية مثل البنسلين والأسبرين ومستحضرات علاج مرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" وآلام العظام والروماتيزم. بالإضافة لذلك، تدخل منتجات الصناعة البتروكيماوية أيضًا في صنع الأجهزة التعويضية الطبية وكافة معدات المستشفيات المتخصصة.
- المجال الغذائي: تُعتبر الملوِّنات والنكهات الاصطناعية المستخدمة بكثرة في صناعة أغذية معلبة أحد الأمثلة الواضحة لاستخداماتها هنا، كما تساهم أيضًا في حفظ الطعام عبر طبقات واقي بلاستيكي شفاف يحمي المنتج الداخلي ويؤخر فساده.
- المجال الزراعي: تلعب الصناعة البتروكيماوية دوراً محورياً بإنتاج مبيدات الآفات الزراعية المساعدة في مكافحتها وضمان نظافتها ونقاوتها عند الوصول للمستهلك النهائي؛ فضلاً عن ذلك تقوم بصنع الأنابيب وخيوط وزجاجات بلاستيكية تحمل التربة والسوائل والأسمدة الرئيسية اللازمة لنماء النباتات واستدامة حقول المحاصيل.
- المجال المنزلي: تعد البيئة المنزلية الأكثر انتشارًا لاستخداماتها العملية العملية نظرًا لغزارة وجودة منتجاتها المتاحة والتي تشمل عبوات زجاجات المياه وأوعية تخزين الطعام ومعجون تنظيف الملابس ومختلف ملوناته وصبغاته وقطع أثاث منزلية ولافتات دعائية خارجية ولوازم طلاء وأقمشة مرنة وقمصان داخلية عدسة العدسات اللاصقة الخفيفة الشفافة والشمع الناعم...الخ.
وبذلك تثبت الصناعة البتروكيماوية نجاحها الكبير وتعكس تأثيرها الواسع الانتشار المفيد للعلم والمعرفة الإنسانية عمومًا!
