• صاحب المنشور: إليان اليعقوبي
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهدت الدراسات العلمية اهتماماً متزايداً بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية. يهدف هذا المقال إلى تحليل هذه التأثيرات من خلال دراسة حالة الشباب اللبناني كمثال رئيسي لمنطقة الشرق الأوسط. ستُركز المناقشة على الجوانب الإيجابية والسلبية لوسائل التواصل الاجتماعي وكيف يمكن لها أن تزيد أو تقلل الشعور بالرفاه النفسي لدى هؤلاء الأفراد.

مع انتشار الهواتف الذكية وانتشار شبكات الإنترنت عالي السرعة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الشباب اليوم. توفر هذه المنصات فرصًا هائلة للتواصل مع الآخرين حول العالم، مشاركة الأخبار والمعلومات، والتعبير عن الآراء الشخصية بحرية نسبية.

من الناحية الإيجابية، تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز مشاعر الانتماء للمجتمع وتقديم الدعم العاطفي للشباب الذين قد يشعرون بالعزلة أو عدم الاعتراف بهم. كما أنها تشجع الحوار الثقافي والفكري عبر تبادل الأفكار والمناقشات الصحيحة بشأن القضايا الاجتماعية الملحة.

ومع ذلك، فإن الجانب السلبي لهذه الأدوات الرقمية يشكل تحديًا كبيرًا للصحة النفسية أيضًا. فالتعرض المستمر لمحتوى سلبي كالهجمات الإلكترونية والإدمان الظاهري ومضايقات الإنترنت يؤدي غالبًا إلى انخفاض احترام الذات والاكتئاب والقلق وغيرها من الاضطرابات المرتبطة بالاكتئاب. بالإضافة لذلك، يمكن أن يعزز استخدام مواقع التواصل الاجتماعي المقارنة غير الصحية بين الأفراد مما يزيد الضغط النفسي ويؤثر بالسلب على تقديرهم لأنفسهم وقيمتهم الخاصة.

وفيما يلي بعض الاستنتاجات الرئيسية التي خرجت بها الدراسة:

• تعمل وسائل الإعلام الاجتماعية كمصدر مهم لإطلاق التوتر ولكنه أيضاً مجال قابل للاستغلال لتوليد المزيد منه
• يمكن للأطفال والشباب التعرض لكافة أنواع المعلومات -سواء كانت مفيدة أم مضرة- بدون رقابة مناسبة وقد ينتهي الأمر بإساءة فهم تلك المحتويات واتخاذ قرارات خاطئة بناء عليها
• يشكل الخصوصية واحدة من أهم المشاكل المتعلقة بوسائل التواصل كون البيانات الشخصية لأي مستخدم محمية قانونياً ولكن ليس دائماً عملياً عندما يتم التعامل عبر الانترنت
• تشير البيانات الأولية الطبية إلى زيادة حالات الاكتئاب والقلق بين الفئات العمرية المختلفة نتيجة الاعتماد الزائد على الخدمات الرقمية

بالنظر لما سبق ذكره، تبدو هناك حاجة ملحة لتحقيق توازن أفضل واستخدام أكثر حكمة لوظائف الشبكات العنصرية والحفاظ على سلامة نفسية وأمينة بيانات المستخدمين عبر تطبيق سياسات صارمة ضد سوء الاستعمال والاستغلال الغير أخلاقي لهذه التقنية الحديثة.