يُعتبر فن صناعة الفخار أحد أقدم الحرف اليدوية التي عرفها الإنسان منذ العصور القديمة، وهو يُمثل تراثاً ثقافياً غنياً يعكس مهارة يدوية وجماليات فنية فريدة. يعتمد هذا الفن على تشكيل وتشكيل الطين إلى أشكال مختلفة باستخدام تقنيات متنوعة، ثم تجفيفه وإشعال النار فيه لتحويله إلى قطعة متينة وأنيقة تُستخدم لأغراض عملية وزخرفية. تتطور هذه الصناعة باستمرار عبر الزمن، لتعرض توازنًا جميلاً بين التقاليد والحداثة. سنتناول فيما يلي تفصيلات حول الخطوات والمراحل الرئيسية لصناعة الفخار، بما في ذلك استخدام الأدوات التقليدية والتكنولوجيات الحديثة.

1. جمع المواد: تبدأ رحلة الفخار بجلب مادة الطين الخام من المصادر الطبيعية مثل الأنهار أو الوديان. يتم اختيار نوعية جيدة من الطين ذو التركيبة المناسبة، والتي تتميز بقدرتها على الاحتفاظ بصورتها بعد التجفيف وعدم الانكماش بشكل مفرط أثناء الشوي. قد يشمل جمع المواد أيضًا إضافات أخرى مثل الرمل أو النشا لتحسين خواص الطين النهائية.

1. معالجة الطين: بمجرد الحصول على الطين الخام، يحتاج إلى معالجة وتحضير قبل الاستخدام مباشرةً. يمكن القيام بذلك بطرق بدائية مثل خلط الماء معه ونقعه لفترة مؤقتة لإزالة الشوائب والشقوق الصغيرة. وفي الوقت الحالي، تستغل بعض المصنوعاتالفخارية عمليات آلية حديثة لتسريع وتيرة المعالجة وضمان اتساق الجودة.

1. تشكيل الطين: هنا يأتي دور الخبرة والإبداع لدى الفنان المحترف؛ فهو مسؤولٌ عن تحويل كتل الطين المجزأة إلى نماذج ثلاثية الأبعاد ذات تصميمات فريدة. تستخدم أدوات مختلفة لهذه العملية، منها الأقراص الدوارة التراثية والسندان المستدير، كما تدعم ماكينات تكنولوجية عصرية عملهم بتقديم دقة ومتانة أعلى للعناصر المنتجة.

1. التجفيف والتلميع: بعد الانتهاء من مرحلة التشكل، يتعرض القطعة للنيران للتجفيف، مما ينتج عنها جسم صلب ومقاوم للكسر جزئياً. قد تمر بعض القطع بحاجة لمزيدٍ من الترتيب والتعديلات البسيطة قبيل مرحلة الإشغال الأخيرة. توفر الآلات المتقدمة وسيلة فعالة للتخلص من الماء الزائد ودفع عجلة العمل نحو الأمام بوتائر سريعة وكفاءة عالية مقارنة بالممارسات التقليدية المرهقة أكثر.

1. الإشعال والنشر: تعتبر إحدى أهم خطوات التصنيع هي وضع المنتج داخل الفرن بدرجات حرارية محددة مدروسة لكل قطعة حسب طبيعتها واستعداداتها الذائبة للمواد الداخلة فيها سابقاً سواء تلك المستخلصة طبيعياً أم الاصطناعية الحديث منها بما يحقق أفضل درجة لون وانتشار غير قابل للاختراق بسهولة بالإضافة لجفاف نهائي مضمون ضد أي شروخ محتملة مستقبلآ . يتطلب الأمر براعة حرفية كبيرة ومعرفة واسعة بالعوامل المؤثرة للحصول علي نتائج مرضيه ترضي العين والعقل سوياً وتكون مصدراً للفخر لمن قام بإنجازالعمل بكل حب وحياة .

1. ‏التزيين والصيانة: أخيراً وليس آخراً ، مرحلة زينة القطع المنتهيه عبر الرسم برسومات ثلاثيه ابعاد بالحروف والكلمات الرائعه وجلسات الدهانات الملونه بزوايا بانوراما مختلفه حسب طلب العملاء واحساس كل واحد منهم بنوازع ذائقتهم الشخصية والتي تضفي المزيد من الحياة والمظهر الجمالي الخارجي بالإضافة لحماية الطبقات الخارجية بلون طبقي خاص مقاوم للأحماض والرطوبة وبالتالي يساهم بالنصف الثاني من عمر القطعة ومدة استعمال مفيدة عامه .

بهذا نستنتج بأن تاريخ صنع الفخار راسخ بجذوره العميقه منذ القدم ولم يفقد بريقه رغم تقدم زماننا إذ ظل محافظا لعاداته التقليدية بينما يجسد أيضا روح عصرنة عصريه ضمن حدود ماهو ممكن حاليا وسط تناغم مثمر يؤكد قدره البشر على مجابهة تحديات علوم اليوم المختلفة دون انقطاع روابط ارتباطهن باخلاق الماضي الراسخة داخلهم ..