تُعدُّ ريادة الأعمال الوسيلة المثلى لتحويل الأفكار المبتكرة إلى واقع ملموس، مُحدثًا تأثيراً إيجابياً على المجتمع والاقتصاد والبيئة أيضًا. أحد الأمثلة الرائدة لهذه النهضة هو مشروع "إعادة تدوير العبوات البلاستيكية"، والذي يحقق العديد من المنافع الاقتصادية والبيئية. بدايةً، دعونا نتعمق في فهم أهمية ودور المشاريع الريادية الصغيرة وكيف تعمل كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.
تُعنى الريادة بمواجهة تحديات السوق وإيجاد حلول مبتكرة لها عبر أفكار فريدة قابلة للتطبيق عملياً. هذا يعني البحث المستمر عن فرص عمل جديدة وإنشاء بيئات أعمال مرنة وقابلة للتطوير بمرور الزمن. يشكل تحديد الفكرة الجذابة لبداية أي مشروع قاعدة قوية له، إذ تساهم بشكل فعال في جذب الداعمين والمستثمرين. ومع ذلك، فإن التنفيذ الفعال للفكرة يحتاج إلى فريق متجانس قادر على التحليل العميق للسوق واحتياجات العملاء، فضلاً عن وضع استراتيجيات فعالة للاستثمار والتخطيط طويل المدى.
من هنا جاءت فكرة مشروعنا المعاصر -إعادة تدوير العبوات البلاستيكية-. ترتكز هذه الفكرة على رؤية مستقبل أفضل لنا جميعاً، وأكثر صداقة للبيئة، وذلك باستخدام مواردنا بكفاءة وخفض هدر الطاقة والنفايات الثمينة. تتمثل الخطوة الأولى نحو تنفيذ المشروع في إجراء دراسة جدوى شاملة تشمل تقديرات دقيقة للتكلفة والإنتاج والاستدامة المالية طويلة المدى.
بعد التأكد من نجاعة الدراسة الجدولية، تبدأ مرحلة شراء الأدوات الضرورية لمعالجة واستخلاص مواد خام عالية الجودة من مخلفات البلاستيك القديمة. تضم قائمة متطلبات التشغيل آلات للغسل والتقطيع والصهر والحزم المغلفة وغيرها الكثير. بمجرد الانتهاء من تجهيزات الموقع الرئيسي، يُمكن حينذاك جمع الكميات التجارية من المخلفات البلاستيكية التي ينتج عنها المنتجات الجديدة بتكلفة أقل وأداء عالٍ للجودة والكفاءة.
لتسهيل عملية الجمع المنظم للنفايات البلاستيكية، تُرسل مطويات تعريفية وتوجيهية إلى الجمهور المحلي للحفاظ عليها بطريقة مدروسة وفصل أنواعها قبل نقلهما للموقع المركزي للمعالجة. يسعى البرنامج التعليمي المرتبط بردم أكوام المخلفات المهجورة إلى رفع مستوى الوعي لدى السكان المحليين حول دورهم الحيوي في دعم المساعي البيئية وتعزيز نظافة المدن والقضاء على آثار التلوث البيئي الخطيرة مثل التعفن وتحلل تلك الفتائل البلاستيكية تحت أشعة الشمس وتعرضها للعوامل الطبيعية الأخرى مما قد يؤذي الحياة البرية وحياة الانسان كذلك .
على الرغم من أن الجودة العامة للأصناف الثانوية المُنتجة ستظل دون منافسة لقيمتها الأصلية عند التصنيع, إلّا أنها تبقى مفيدة جدًا لأغراض عديدة أخرى خارج حدود التطبيق الأولي التقليدي للبلاستيك غير قابل لإعادة الاستخدام سابقاً. وهذا الأمر يعزز فرصة اكتشاف طرق متنوعة للاستعمال العالمي لكل قطرة صغيرة مستخلصة من عمليات اعادة تدوير مكثفة لما تمتلكه القطاعات الصناعية المختلفة من حاجات متزايدة ومتنوعة لنفس المنتج المُجدّد خصائص مقاومته للأحوال الجوية المتغيرة مثلا".
وفي ختام مسار عملنا الشاق، نؤكد أنه بخلاف كون المشروع ذاته مؤثراً إيجابيًا بصورة واضحة وجمالية لمحيط المكان الخاص بنا ، إلا إنه سيساعد أيضاً فى تعزيز الجانبين الاجتماعي والاقتصادي لدينا بسبب خلق وظائف جديدة للشباب وتوفير مورد رزق جديد للمزارعين الذين كانوا سابقا يعتمدون بشدة علي زراعة محصول واحد فقط وكان مردوده ضئيل جدا ولا يكفى الاحتياجات الاسرية لديهم وقد اصبح اليوم مصدر دخل ثابت لهم بل وان صاحب ارباح مرتفعة أيضا رغم انها ليست مثل الاول ولكن المؤكد انه ليس لديهم اي خسائر او عبء ديون كبير عليهم حاليا وهو امر رائع بالفعل , وليس هذا فحسب ! فقد سهلت مهمتهم تماما فالآن أصبح أمامهم طريق ممهد لبسط واسع واسع نطاق لصناعة اغذيتنا الغذائية المحلية وصناعة اثاث مصنوع يدويا وهى ما كانت مجرد هواية تقليدية لدى بعض اهل القرية والتي تغطي جزء بسيط للغاية فيما مضى لكن الآن تم تطويرها وزادت شعبيتتها وبالتالي ارتفعت معدلات رواج انتاجاتها المحلية وهذا دليل واضح علي مدى توافق فكرنا مع اهتمامات مجتمعنا وطرق ازدهاره لأنه منذ القدم ..الغاية المقصد الرئيسية لكل نشاط تجاري!