• صاحب المنشور: عزيزة البناني
  
  ملخص النقاش:
  

  يعتبر التغير المناخي أحد أكثر القضايا العالمية إلحاحاً اليوم، حيث يؤدي إلى ظهور آثار بيئية وصحية متعددة. هذا التحول الكلي في الظروف الجوية والبيئة الطبيعية له تأثير مباشر وغير مباشر على صحة البشر. من العواقب الأكثر شيوعاً نجد زيادة انتشار الأمراض المرتبطة بالطقس مثل الحساسية والأمراض التنفسية بسبب تلوث الهواء المتزايد نتيجة الانبعاثات الغازية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتغيرات في درجات الحرارة والتوزيع الجغرافي للأمراض المعدية أن تؤدي إلى تفشي الأوبئة وتوسيع نطاق بعض الأمراض التي كانت محدودة سابقا جغرافيا.

كما أثبتت الدراسات العلمية الحديثة كيف يمكن للمياه غير الآمنة الناتجة عن ذوبان الأنهار الجليدية بسرعة بسبب الاحتباس الحراري أن تساهم في انتشار أمراض المياه مثل الكوليرا والدوسنتاريا. أما بالنسبة لأزمة الغذاء الغذائي العالمي فقد زادت حدتها بسبب التقلبات في نمط الطقس التي تؤثر سلبا على إنتاج المحاصيل الزراعية.

وفي الجانب الاقتصادي أيضًا، يتطلب التعامل مع هذه المشكلات الصحية الناجمة عن تغير المناخ استثمارات طائلة لتوفير الرعاية الصحية اللازمة للوقاية والعلاج من تلك الأمراض الجديدة أو المعززة خطورتها. كما تتسبب الظروف الجوية الشديدة، كالأعاصير والجفاف، في خسائر اقتصادية كبيرة نتيجة لكلٍّ من الدمار المادي وخسارة الإنتاج الزراعي والصناعي.

لهذا فإن الاستراتيجيات الدولية لمكافحة تغير المناخ ليست مجرد قضية بيئية؛ بل هي مهمة صحية عالمية ملحة تحتاج إلى جهود مشتركة ومستدامة لتحقيق توازن بين حماية البيئة وصحة الإنسان.