تُعدّ الصناعة الإنشائية واحدة من أكثر القطاعات تطوراً وتحديثاً، حيث تشهد باستمرار ظهور تقنيات وبرامج جديدة تساهم بشكل كبير في تحسين كفاءة الأعمال وخفض التكاليف مع الحفاظ على الجودة العالية والالتزام بالمبادئ البيئية المستدامة. سنسلط الضوء هنا على بعض هذه التقنيات والأدوات التي غدت حيوية لأعمال البناء والتعمير.

1. الروبوتات الذكية: تُستخدم الروبوتات حالياً لتنفيذ مهام متعددة مثل اللحام، وضع الطوب، وحتى تركيب الأنظمة الكهربائية والإلكترونية. توفر هذه الآلات الدقة والكفاءة العالية، مما يؤدي إلى سرعة أكبر وإنتاجية أعلى مقارنة بالعمل اليدوي. بالإضافة لذلك، يمكن للروبوتات العمل بدقة عالية حتى في المناطق الخطرة أو الشديدة الارتفاع والتي قد تكون غير آمنة للإنسان.

1. تقنية الواقع المُعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR): يُمكّنان المهندسين والمصممين من تجربة التصميم ثلاثي الأبعاد قبل تنفيذه فعليا. هذا يقلل بشدة من احتمالات الارتكاب للأخطاء ويسمح بإجراء تغييرات مبكرة بتكلفة أقل بكثير من إعادة تصميم جزء كامل بعد الانتهاء منه. كما تساعد هذه التقنيات أيضاً العملاء على تصور شكل المشروع النهائي قبل البدء في التنفيذ الفعلي له.

1. الحلول الرقمية لإدارة البيانات: برمجيات إدارة مشاريع البناء تعتمد الآن بشكل واسع على التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي لتحليل كم هائل من البيانات المتعلقة بالموقع وموارد المواد وسير عمل المشروع وغيرها. تؤدي هذه الحلول إلى زيادة الشفافية وضبط الوقت وتحسين الأداء العام للمشروع.

1. مواد بناء مستدامة: أصبح استخدام مواد صديقة للبيئة أمرا ضروريا اليوم، سواء كان ذلك الأمر مرتبطا بالحصول على شهادات الاستدامة أو فقط باعتباره انعكاس لقيم الشركة نحو المجتمع والعالم الطبيعي. تتضمن الأمثلة الخشب المعاد تدويره، الزجاج المعاد استخدامه والمعادن المُدورة بالإضافة لمواد ذات أساس طبيعي مثل اللبن الحيواني والحجر الأرضي الحراري.

1. الطابعات ثلاثية الأبعاد: رغم أنها مازالت تحت البحث والتجريب لكن هناك العديد من المشاريع الناجحة باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء المباني وحتى المنازل كاملة! تتميز العملية بمستويات دقة مذهلة وكفاءة إنتاج فائقة عند المقارنة بطرق البناء التقليدية.

هذه الأدوات ليست مجرد مجرد وسائل راقية؛ إنها تمثل تغييرا جذريا في كيفية القيام بصناعة البناء فيما يتعلق بالأمان والكفاءة والمسؤولية الاجتماعية والاقتصادية أيضا. إن إدراك قيمة هذه التقنيات ليس خياراً بقدر ما هو حاجة ملحة للتقدم المستقبلي لهذه الصناعة الهامة جداً عالمياً واقليمياً وعربياً خصوصا.