النموذج المعاد بصياغته: مظاهر القوة الاقتصادية للاتحاد الأوروبي: قراءة متعمقة

على الرغم من طابعه الإقليمي، إلا أن الاتحاد الأوروبي قد برز كواحد من أقوى الجهات التاريخية المؤثرة اقتصاديًا عالميًا. هذا التحالف الذي أسسته ثلاث وعشر

على الرغم من طابعه الإقليمي، إلا أن الاتحاد الأوروبي قد برز كواحد من أقوى الجهات التاريخية المؤثرة اقتصاديًا عالميًا. هذا التحالف الذي أسسته ثلاث وعشرون دولة عضو حاليًا -بعد خروج المملكة المتحدة في عام 2016- يحقق مرونة غير مسبوقة عبر مجموعة متنوعة من المقاييس الاقتصادية. إليكم أهم هذه المظاهر:

  1. القوة الصناعية: يعد الاتحاد الأوروبي ثاني أقوى قطب تصنيعي بعد الولايات المتحدة الأمريكية. تشهد صناعته نمواً مستداماً، خاصة في مجالات الطاقة، الدفاع، السيارات، الأدوية، والإلكترونيات. الشركات الناشطة داخل الحدود الأوروبية تمتلك سمعة عالية ومعروفة بأنها رائدة عالمياً.
  1. مشاريع مشتركة ناجحة: نجح الاتحاد الأوروبي في تنفيذ مشاريع ضخمة أثبتت تفوقه التكنولوجي أمام منافسه الأمريكي. مثال على ذلك شركة "إيرباص"، المصنع الرائد لطائرات المدن العابرة للقارات والذي يشكل تحدياً مباشراً لشركة "بوينغ". إضافة لذلك، فإن برنامج "أريان" لصناعة الأقمار الاصطناعية يدل أيضاً على قدرة الاتحاد الأوروبي التعاونية عالية التقنية.
  1. الإنتاج الزراعي والاستراتيجية الغذائية: تعتبر معظم أرض الاتحاد زراعية خصبة مما يسمح باستيفاء احتياجات السوق الداخلي وتصدير كميات هائلة من الغذاء حول العالم. إنها المركز الثاني عالميا لإنتاج الحبوب وغيرها من المحاصيل الأساسية الأخرى.
  1. السيطرة على سوق التجارة الدولية: كون الاتحاد شريكا رئيسيا لكبريات اقتصاديات العالم مثل أمريكا الشمالية وآسيا؛ فقد أصبح أحد اللاعبين الرئيسيين في الشبكات التجارية العالمية وهو ما يعكس دوره المنافس القوي.
  1. sector service والقوة اللوجستية: يعتبر الاتحاد مصدر خدمات أولى لمعظم الدول الأخرى نظرًا لتطور خدماته وظواهره البشرية والبنية التحتية لديه. تتضمن مرافقه اللوجستية المطارات والموانئ والمعابر البرية العديدة التي تربطه جغرافيا بالأجزاء الأخرى من القارة والعالم بشكل عام.
  1. الديناميكية الاستثمارية والتنافذ الشرائي: توفر البيئة السياسية والأمنية مستقرة للأعمال جنباً إلى جنب مع دخل فرد مرتفع نسبيّ أدى إلى جعل منطقة الشمال الأوروبية وجهة جاذبة للاستثمار الأجنبي المباشر.
  1. الثروات الطبيعية والمصادر الأساسية: فوائد الموقع الجغرافي الواسع تتمثل أيضا في امتلاك موارد طبيعية غنية وموانئ بحرية وزراعة واسعة النطاق كلها عناصر ضرورية لأي نظام اقتصادي حيوي.
  1. التقدم العلمي والتكنولوجي: استخدام تقنيات مبتكرة ومتقدمة في مختلف عمليات التصنيع يؤكد مكانة الاتحاد بين رواد عصر الذكاء الصناعي الحالي.
  1. استقرار فرص العمل وانخفاض معدلات البطالة: رغم تعداده السكاني الضخم، حققت المنطقة أدنى معدلات بطالة بين المناطق الرئيسية للاقتصاد المحلي العالمي بفضل سياسات عمله المدروسة وإدارتها الدقيقة لسوق العمل.

بهذه القدرات المتكاملة، يسعى الاتحاد الأوروبي دائماً نحو مزيدٍ من التأثير والتعاون الدولي لتحقيق المزيد من الرقي الاقتصادي للبلدان المشاركة داخله وخارجه كذلك.


وسيم الصمدي

4 مدونة المشاركات

التعليقات