تُعدّ الصين واحدة من أكثر الدول تطوراً وتأثيراً على مستوى العالم في المجال الصناعي الحديث. لقد قطعت هذه الدولة العملاقة خطوات هائلة نحو التحول إلى قوة صناعية كبرى خلال العقود الأخيرة، مما ترك بصمة واضحة على المشهد الاقتصادي global. دعونا نستعرض رحلة الصين الصناعية بدءاً من مرحلة التنمية الأولى وحتى موقعها الحالي كنقطة محورية في سلسلة القيمة العالمية.
في بداية القرن العشرين، كانت الصين تعاني من الركود والصراعات السياسية الداخلية. ومع ذلك، مع نهاية الحرب الأهلية عام 1949 وقيادة ماو تسي تونغ للبلاد، اتخذ النظام الشيوعي قراراً استراتيجياً بتبني نهج شمولي لتحقيق الإصلاحات الاقتصادية. ركزت الخطة الخمسية الأولى (1953-1957) بشكل أساسي على الزراعة وإنشاء بنية تحتية أساسية تضمنت مصانع ومرافق نقل. رغم النوايا الطيبة، واجه هذا النهج تحديات كبيرة بسبب عدم وجود خبرة تقنية وكفاءات بشرية كافية.
بعد فترة من الجفاف والصراع السياسي الداخلي، شرعت الحكومة الجديدة برئاسة دنغ شياوبينغ في تنفيذ سياساتها الإصلاحية ابتداءً من عام 1978. تمحورت فكرة "دينغ" حول مبدأ الانفتاح والتجديد، والذي دعا فيه إلى مزج بين اقتصاد السوق الرأسمالي والثوابت الاجتماعية للنظام الاشتراكي. سمحت السياسة الجديدة لبعض الشركات الخاصة بالظهور والتوسع تدريجياً، بينما واصل القطاع الحكومي لعب دور حاسم في مجالات مثل التعليم والبنية الأساسية والمشاريع الوطنية الضخمة.
برز قطاع التصنيع كمotor الرئيسي لهذه التحولات الدراماتيكية. بدأت شركات مثل Huawei, Xiaomi, و ZTE تساهم مساهمة فعالة في سوق الاتصالات المحلية والعالمية. كما شهدا صعود عمالقة آخرون مثل Alibaba Group و Tencent Holding Co Ltd في مجال التجارة الإلكترونية والتقنيات الرقمية الأخرى. بالإضافة لذلك، حققت البلاد تقدماً ملحوظاً في مختلف القطاعات التقليدية أيضاً؛ فقد أصبح إنتاج السيارات والنسيج والأجهزة الكهربائية جزءاً أساسياً من صادراتها.
وفي الوقت الحاضر، تتبوأ الصين مكانتها كأكبر منتج وأكبر مستورد للمواد الخام والمكونات نصف المصنعة. إنها توفر العمالة بكثافة وانخفاض التكاليف نسبياً مقارنة بالمواقع الإنتاجية الغربية. لكن الأمر الأكثر أهمية هو قدرتها المتزايدة على تقديم حلول مبتكرة ودقيقة داخل نطاق البحث العلمي والتطوير التكنولوجي R&D capabilities . ومن الأمثلة الواضحة على تلك القدرات اختراقاتها المستمرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية وغيرهما العديد من التطبيقات ذات التأثير الكبير عالميًا.
على الرغم من نجاحاتها المبهرة، ليست كل التحديات قد تمت مواجهتها بعد؛ إذ يواجه المجتمع الدولي مخاوف بشأن حقوق الإنسان وضمان المعايير البيئية أثناء عملية إنتاجها المكثفة. وعلى نفس المنوال، تواجه الصين منافسة متنامية من دول أخرى تسعى للاستفادة من فرص تحرير التجارة والاستثمار الأجنبي المباشر FDI opportunities . ومع ذلك، فإن مرونة واستعداد بكين لتقبل الأفكار الجديدة تعد مؤشرات قوية لقوتها الديناميكية باعتبارها لاعب رئيسي ضمن مشهد الأعمال العالمي اليوم وغداً أيضًا بلا شك!