تاريخ صناعة النسيج يعود جذوره إلى عصور ما قبل التاريخ، حيث كانت واحدة من أولى الصناعات التي طورها البشر. يمكن تتبع بداية هذه الصناعة لأكثر من خمسة آلاف عام مضت، عندما بدأ الناس في استخدام الألياف الطبيعية مثل الحرير والقطن في إنشاء الأقمشة. وقد سجل المصريون القدماء هذا الفن عبر رسوميات توضح الأشخاص وهم يستخدمون الأدوات الأولية للنول.
في العصور الإسلامية، برز دور مهم في تقدم تقنيات النسيج. لقد ابتكر المسلمون أنوالتَ الرياح التي تعمل بنظام الدواسات المتحركة، وهي تقدم كبير بالمقارنة بالنواد اليدويّة. ومن هنا بدأت انتشار تلك التقنيات في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا وأوروبا أيضا.
ومع دخول عصر النهضة الأوروبية في القرون الوسطى، شهدت صناعة النسيج دفعة جديدة نحو الاحترافية والإتقان. ظهر مصممون بارزون قدموا تصاميم فريدة للأزياء، مما خلق فارق واضح بين ثياب البرجوازية وثياب العامة.
إحدى الشخصيات البارزة في تقدم الصناعة هي إدمان كارترايت، الذي اخترع أول نول يديره البخار في العام ١٧٨٥ ميلادي. هذا الاختراع أحدث تغييراً هائلاً في طريقة production حيث زادت سرعة وانتاجيه العملية بشكل ملحوظ. وبالتالي توسعت الثورة الصناعية لتشمل المزيد والمزيد من المناطق الأوروبية.
وفي القرن العشرين، جاءت مرحلة أخرى من التحولات الرئيسية مع introduction للنسيج الاصطناعي الذي اعتمد أساساً على المواد الكيميائية. فتح ذلك أبواباً واسعة أمام مجموعة غير مسبوقة من المنتجات المصنوعة من خلط مواد طبيعية ومعادن صناعية مثل البوليستر وغيرها الكثير.
على الرغم من أهميتها الاقتصادية والعمرانية الكبيرة، تعتبر صناعة النسيج صديقة للبيئة نسبياً نظراً لأن عملية الإنتاج غالبا ما تكون بدون آثار جانبية ضارة باستثناء مشاكل صغيرة مرتبطة بتجمع ما يعرف باسم "البودرة". ولكن حتى لهذه القضية حُلت بإدخال تكنولوجيا شفط متقدمة لإزالة أي فضلات أو شعر قصير أثناء العمليات المختلفة للغزل والنسيج.
وبذلك استمرت رحلة اكتشاف واكتشاف جديد لمادة راسخة ومستمرة في التأثير على حياتنا اليومية - صناعة النسيج.