يعتبر مجال الاقتصاد أحد أكثر المجالات تعقيداً وتنوعاً في الدراسات الاجتماعية والإنسانية. إن فهم كيفية خلق الثروة يدخل ضمن نطاق هذا العلم الجليل، وهو ما يتم دراسته تحت بند "العناصر الرئيسية في الإنتاج". هذه العناصر هي العمود الفقري لعملية التنمية الاقتصادية لأي مجتمع، وهي تشكل أساس قوته وازدهاره.
تتكون العملية الإنتاجية عادةً من ثلاثة عناصر رئيسية يمكن تتبعها منذ البداية حتى النهاية:
- الموارد الطبيعية: تنطلق عملية الإنتاج بتوفير المواد الخام اللازمة والتي تأتي غالباً من البيئة المحيطة بنا مباشرة. بدءاً من الزراعة واستخراج المعادن وحتى استغلال الطاقة، تلعب الموارد الطبيعية دوراً حيوياً كبيراً في بداية رحلة الإنتاج.
- رأسمال العمل: بعد الحصول على المواد الخام، يأتي دور رأس المال العامل للإنسان - سواء كان عملاً بشرياً مباشراً أم رأس مال مادي كالآلات والمعدات - لتحويل تلك المواد إلى منتجات ذات قيمة اقتصادية إجمالية أعلى بكثير مما كانت عليه قبل التحويل. يمثل ذلك القيمة المُضافة التي تشكل جوهر النمو الاقتصادي المستدام لأي دولة.
- رأس المال الفكري والمعرفي: أخيرا وليس آخرا، يلعب الذكاء البشري والفكر المؤسسي دورا محوريًّا هاما خلال مراحل التصميم والتطوير والإبداع؛ فبتسخير الخبرات والكفاءات البشرية المؤهلة عبر القطاعات المختلفة، تستطيع الشركات والأعمال التجارية تحقيق ابتكارات مبتكرة تساهم بشكل فعالٍ ومباشَرَ في زيادة القدرة التنافسية للسوق المحلية والعالمية أيضًا. كما يسهم استخدام التقنيات الحديثة والحلول الرقمية المتقدمة بنقل عمليات الأعمال نحو مستويات جديدة من الكفاءة والجودة المنشودتان عالميًا.
إن تطوير وتحسين قدرات كل عنصر من هذه العناصر الثلاث أمر ضروري لبناء اقتصاد قوي ومتنامٍ. ومن هنا تكمن أهميتها القصوى لاستراتيجيات السياسات الحكومية الوطنية والقومية الواسعة المدى الرامية لعكس نتائج طيبة فيما يتعلق بمستويات رفاه المواطن وجودة حياته اليومية فضلا عن معدلات النمو السكاني المواتية أيضًا للمجتمع والدولة. وبالتالي فإن التركيز على تحسين كفايت وقدرة عوامل الانتاج هذه سيساعد بلا ريبٌ كبيرٌ جدًا فى نجاح أي منظومة اقتصادية بغض النظرعن طبيعتها وجنسية الأفراد الذين يعملون بإطارها العام وكذا نوع نشاط الاعمال والمشاريع الرائجة داخله أيضا! إذْ أنها بذلك تساهم بالفعل فى رفع مستوى معيشتهم وتعزيز فرص العمل المتاحة أمام أبنائهممستقبلاً كذلك كذلك! لذلك فالاهتمام بهذا المضمار سوف يؤثر بالإيجاب بصورة كبيرة جدا علي حالة المجتمع ككل .
